23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: لماذا شعر شاليط أنه سارق ؟

عيون حائرة.. ذهن مشتت.. رأس منكس.. معالم العجز وخطوط الضعف وعلامات البؤس كلها مرسومة في وجهه ... هكذا ظهر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لحظة تسليمه للمخابرات المصرية خلال عملية تبادل الأسرى بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال. لم تكن تلك الحالة التي صاحبت الجندي شاليط لحظة تسليمه ناجمة عن الحمص الذي كما تزعم وسائل إعلام الاحتلال أنه كان وجبته الرئيسية ولم يكن بسبب تكبيل قدميه وأسره في مكان لا تطلع عليه شمس، فكل ذلك لم يكن. "فلسطين الآن" وضعت الحالة التي انتابت الجندي الإسرائيلي لحظة تسليمه لمصر تحت مجهر علم النفس ورصدت عبر مختصين نفسيين تلك اللحظات السريعة. [title]مشاعر ذل[/title] يقول د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى:"إن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لحظة تسليمه لمصر بدت عليه مشاعر الذلة والمهانة والعجز وضعف الإرادة وظهر عليه ذلك من مشته وكثرة تلفته ذات اليمن والشمال فكان مشتت التفكير وحائر ولم يكن هناك تسلسل في تفكيره خلال المقابلة التي أجرها معه التلفزيون المصري". وأضاف الشاعر لـ"فلسطين الآن": "سيطرت على الجندي شاليط مشاعر المرارة التي أظهرها بشكل عبارات امتدح بها المقاومة (..) كان يقوم بمحاولة إنكار للذات وكأنه تمنى لو لم يكن موجودا على ظهر الكرة الأرضية في هذه الحالة النفسية". وتابع:" كانت شخصية شاليط محطمة عاجزة ولم يأتي هذا العجز إلا لأنه استشعر عجز جيشه ودولته عن تحرريه فكان ينتقد ذاته ومجتمعه الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن استشعار شاليط بعجز دولته انعكست على حركته وسلوكه وحديثه ونظراته فلم يكن قادرا على ا لتركيز في الأسئلة الموجهة إليه من الصحفية في التلفزيون المصري كأنه سارق أو خائف من شيء ما. وفي السياق، يؤكد البروفسور بقسم علم النفس في الجامعة الإسلامية سمير قوتة أن وجود الجندي جلعاد شاليط في الأسر طيلة السنوات الخمسة الماضية قد أسر سلبيا على صحته النفسية نظرا لأنه يفتقد إلى الجوانب التي يتمتع بها الأسير الفلسطيني الذي يمتلك مخزونا اجتماعيا ودينيا ومعنويا يمكنه بالفعل من الصمود. وأوضح قوته أنه من الناحية السيكولوجية العلمية فإن وجود أي إنسان في بيئة محدودة لفترة طويلة يعرضه إلى نوع من الحرمان الحسي حيث لا يستقبل المنبهات من البيئية المحيطية به وهذا يؤثر على شخصيته ونفسيته وسيكولوجيته فالإنسان الطبيعي غير المحتجز يتلقى المنبهات الإدراكية الحسية التي تساعده على اغناء حياته السيكولوجية وبالتالي وجوده في غرفة محدودة يؤثر على صحته النفسية. وأكد أن وجود الجندي الإسرائيلي شاليط في الأسر طيلة الخمسة أعوام الماضية يجعله أكثر قابلية للإصابة بالمرض النفسي ولذلك يجب أن يتلقى علاجا نفسيا ومساندة من المجتمع والمحيطون فيه لفترة طويلة. [title]البطولة تقتل اليأس[/title] أما على صعيد الأسرى الفلسطينيين المحررين، يقول قوته:"من المعروف في علم الصدمات أن إلقاء القبض على شخص وإيداعه في السجن تعتبر فترة صادمة عنيفة تؤدي إلى كثير من التداعيات النفسية له". وأضاف:"جميع الدراسات والأبحاث التي أجريت على الأسرى الفلسطينيين وجدت أنه التأثيرات النفسية السلبية الناتجة عن الأسر بالرغم من وجودها إلى أنها قليلة جدا والسبب في ذلك أن شخصية الأسير توحي أن لديه قدر كبير من التوافق مع الصدمة بسبب الموروث الديني والاجتماعي الموجود لديه والذي يعطي صفة البطولة والنضال للأسرى وهذا المعنى يساعد الأسير على أن يقف شامخا بالرغم من وجوده في ظروف صعبة".