من حق المقاومة الفلسطينية ان تدافع عن نفسها وعن شعبها. حق الدفاع عن النفس تكفله الشرائع السماوية ، والقوانين الأرضية التي ارتضتها الامم المتحدة مرجعا لتنظيم العلاقات بين الدول، حفظا للحقوق والسلام العالمي. الدفاع عن النفس يكون بالأنفاق الأرضية كما يكون بغيرها. الكيان الصهيوني كيان غصب واحتلال، وهو كيان يقوم على العدوان المستمر على الغير بسبب وبدون سبب ، والنفق وسيلة للدفاع. هو يملك قوة السلاح والنيران ولا يفكر كثيرا في المبادئ والأخلاق ، ويتصرف باستمرار على أنه شرطي المنطقة، وما لا يخضع له بالقوة ، يمكن ان يخضعه بمزيد من القوة. بان كي مون يعرف هذا ، والدول الكبرى والصغرى تعرف هذا، ولا أحد منهم يعمل شيئا لحماية الفلسطيني من العدوان المتكرر. الاحتلال نفسه عدوان دائم، وهو يجدد نفسه يوميا في غزة والضفة والقدس، وأدواته يصعب حصرها، وجدار الفصل العنصري الذي يتلوى كالحية في الأرض الفلسطينية المحتلة شاهد فذ على عدوانه المتجدد رغما عن أنف بان كي مون والمجتمع الدولي ، ومحكمة العدل الدولية، لذا فإننا نشعر بسخرية ما بعدها سخرية حين ينتقد بان أو غيره حق غزة في الدفاع عن نفسها من خلال نفق بنته المقاومة المجيدة باظافرها. انه لمن المخجل حقاً ان تنظر القيادة الدولية المنوط بها إحقاق الحق ونصرة المظلومين بعين مريضة الى الأشياء، فترى نفق العين الصحيحة، نفق العين الثالثة ، انتهاكا للتهدئة، ولا ترى في اجتياحات الاحتلال الحدودية المتكررة، ولا في الحصار عامة، ولا في حصار البحر وتراجعها عن الأميال الستة، ولا في منع التصدير ، ولا في منع وصول مواد الأعمار لغزة بانتظام ، ولا في قتل الأفراد ، عدوانا وانتهاكا للتهدئة؟! ما تريده غزة من بان كي مون والمجتمع الدولي لا يتجاوز العدل والنظر بعينين صحيحتين، ووصف الأمور بأسمائها. مازالت دولة الاحتلال تستغل النفق المكتشف لتهيئة الأجواء لعدوان مبيت أصلا على غزة ولا علاقة حقيقية له بالنفق، فدولة الاحتلال تعلم أن غزة تعيش على أنفاق دفاعية منذ سنين، ولا جديد في اكتشاف نفق العين الثالثة، ومن هنا نخشى ان تستغل دولة الكيان تصريح بان للعدوان على غزة، لذا فإن المسئولية الوطنية تقتضي تحميل بان المسئولية عن أي عدوان محتمل على غزة، لأنه فشل في تحقيق العدالة لغزة، ولفلسطين. نحن نعلم ان حكومات الاحتلال (قناصة فرص ) للعدوان ، وان الوضع العربي الممزق والمرتبك يشجعها على ذلك، ولكن في غزة مقاومة قوية ترى في التضحية دفاعا عن الدين والوطن والنفس طريقا واجبا للحصول على العدل في الدنيا ، وطريقا مختصرا للحصول على رضا خالق الكون والحياة في الآخرة، لذا فهي حين تحذر من العدوان، ومن تصريح بان لا تعبيرا عن حالة خوف ، معاذ الله ان يخطر ببالها الخوف ، بل دفعا للعدوان قبل وقوعه ، وهي بعد ذلك تعرف الطريق الى الله ، ثم الى الحقوق معرفة يقين، ولو طلبت سلامة البدن والدنيا بذلة نفس لاختارت طريقا آخر غير طريق ذات الشوكة. ان طريق ذات الشوكة رسمته المقاومة من خلال نفق العين الصحيحة ، وردت به لا على تهديدات الاحتلال فحسب، بل ردت فيه على سخرية وتجديف من اتهم حماس بالباطل انها غادرت المقاومة، واستراحت في مقاعد الحكم، وعلى هؤلاء ان يراجعوا حجم الجهد المبذول ، والمال المنفق من أجل الدفاع عنهم وعن الأهل ، وعليهم ان يرجعوا معلومات واهداف النفق بحسب ما نشرته صحف الاحتلال قبل ان يراجعوا انفسهم ، وما اقترفته السنتهم من تجديف وإساءة ،وعند المراجعة الحقيقة سيجدون انفسهم امام توبة مستحقة لله أولا ، ثم اعتذارا لشعبهم وللتاريخ أخيرا، وليس آخرا