طالب سياسيون ومحللون بضرورة تبني خطاب إعلامي سياسي إيجابي بين أبناء شعبنا الفلسطيني، بعد خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. ودعا المتحدثون خلال ندوة سياسية بغزة، عقدتها اللجنة حركة "حماس"، مساء الاثنين، حول التداعيات السياسية لخطاب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، إلى ضرورة البدء الفوري بشكل جدي لوضع آليات للخروج من الحالة الفلسطينية المأزومة إلى حل وطني، مستبعدين إمكانية تحقيق أي استراتيجية وطنية بدون المصالحة. وكشف المتحدثون النقاب عن وجود حراك جدي في ملف المصالحة وحديث يدور بعيداً عن وسائل الإعلام، مؤكدين أن الحديث يدور عن رؤية ومخرج وطني لحل الرزمة والتزامن في تطبيق المصالحة. ورأى المحلل السياسي والكاتب الصحفي طلال عوكل أن الجديد في خطاب هنية تمثل في كلمة السر وهي المقاومة، مبيناً أن الخطاب تركز على ملفات القدس والاستيطان والأسرى والانتهاكات الإسرائيلية والمفاوضات كل هذه القضايا اعتبرها تفيد ببمعنى واحد هو المقاومة. واعتبر عوكل حديث هنية عن انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال بالضفة يدل على وجود قرار حمساوي لتصعيد المقاومة الشعبية بدرجة أساسية في الضفة. وأثنى عوكل على خطاب هنية، واصفاً الخطاب بالمجمل "إيجابياً"، قائلاً "الخطاب أخيراً يعتمد على متى تتحرك حماس بالاتجاهات التي طرحها وحددها هنية في خطابه". بدوره، قال وكيل وزارة الخارجية غازي حمد إن "خطاب هنية جاء نتيجة لاتصالات ولقاءات تمت مع كل القوى السياسية وطرحنا فكرة أننا نريد الخروج من الحالة الفلسطينية المأزومة من خلال موقف وطني نتفق عليه" . وأكد حمد أن الخطاب جاء بعدما "كانت الصورة ضبابية عند البعض"، مشيراً إلى أن حماس والحكومة بغزة شرعت بلقاءات مع كل القوى والمجتمع المدني وطرحت ضرورة الخروج برؤية مختلفة. وأوضح أن "حماس أوضحت على لسان هنية موقفها بشكل لا يقبل التأويل بأنها مع المصالحة قلباً وقالباً وكل ما يقال عن حكم منفرد لغزة كلام فارغ لا أصل له". من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن تغيير موازين القوى في جمهورية مصر العربية لا يعني أن حماس بغزة أوالمقاومة سترفع القبعة البيضاء. وأوضح البطش أن شعبنا لا يمكن أن يتقدم إلا بالمصالحة ولا يمكن تحقيق استراتيجية وطنية إلا من خلال الوحدة الوطنية . وقال البطش "يجب وضع استراتيجية وبرنامج سياسي ووطني وندير الصراع مع الاحتلال بشكل جيد لا يمكن ومن يعتقد أن هذا الأمر قد يكون لن يتم وطنياً" . وأشار إلى أن الفصائل والقوى تبحث عن آليات تطبيق المصالحة وكيفية التقدم في هذا الملف للتطبيق وليس للبحث مجدداً، متسائلاً "كيف نبحث في الآليات انتهينا من الحوارات ونحن بحاجة لآليات تطبيق؟" . ورأى البطش أن خطاب هنية "بداية جيدة للانتفتاح وتقديم مواقف وخطاب مباشر للناس واستعداد من هنية لتقديم وجهة نظر قابلة للشرح والأخذ والعطاء".