منذ إستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة أشهر، صعدت حكومة الاحتلال بزعامة "بنيامين نتنياهو" من أنشطتها الاستيطانية وجرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس المحتلة. فقد كشف تقرير جديد لـ "حركة السلام الآن" الإسرائيلية عن ارتفاع وتيرة الاستيطان في النصف الأول من هذا العام بنسبة 70% قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي ، وهي ذات الفترة التي بدأت فيها جولة المفاوضات الجديدة بين السلطة والاحتلال. وأكّد التقرير أنّ نصف عمليات البناء جرت في مغتصبات نائية - أي شرق الجدار الفاصل - ، فضلاً عن أن حكومة الكيان قامت بشرعنة ثلاث بؤر استيطانية مخالفة ، إضافة إلى سعيها المستقبليّ لشرعنة عشر بؤر أخرى . وبين كانون ثاني 2013 واذار 2013 بدأ العمل على 865 وحدة سكنية جديدة. وهذا يشكل ثلاثة أضعاف ما تم البدء فيه خلال نفس الربع من العام الماضي (من كانون ثاني إلى اذار 2012). وإذا ما قورنت مع الربع الأخير من العام الماضي (من تشرين اول إلى كانون اول 2012)، فإن هناك زيادة مذهلة بنسبة 355٪ . وأشار التقرير إلى أنّ عدد المغتصبين في هذه الأراضي تضاعف ثلاث مرات منذ اتفاقات أوسلو قــــبل عشرين عاماً، غالبيتهم تقطن في المغتصبات الكبرى ، والتي يقول الكيان إنها ستُضم إلى أراضيه في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي ّ. الى ذلك من المتوقع ان تصدر حكومة الاحتلال عطاءات لـبناء 1,200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة والقدس وذلك تعويضا عن اطلاق سراح الاسرى. وعلق الاعلام الاسرائيلي قائلا: حتى بعد الإفراج الاسرى قرر نتنياهو الافراج ايضا عن مناقصات للبناء في المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية عام 1967. وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإن معادلة نتنياهو هي 104 سجينا ل4000-5000 وحدة، وتلك الوحدات الاستيطانية تعني 20 ألف ساكن " مستوطن جديد " في الضفة الغربية والقدس . ويبدو أن الاعلان عن المخططات الاستيطانية الجديدة يرتبط برغبة نتنياهو في إرضاء المتطرفين في الائتلاف الحكومي الذي يقوده خاصة وأنه يتزامن مع تحديد اسماء 26 أسيرا معتقلا منذ ما قبل اتفاق أوسلو من المقرر الافراج عنهم اليوم الثلاثاء. ويذكر أن المفاوضات الثنائية القديمة الجديدة، توقفت بين الجانبين في آخر جولة بينهما أواخر عام 2010، احتجاجًا على استمرار الاستيطان فوق الأراضي الفلسطينية، في حين نجح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باستئنافها من جديد، على أن تبدأ أولى تلك الجلسات الثنائية الأربعاء القادم من الأسبوع الجاري. [color=red][b][title]خمس مستوطنات جديدة[/title][/b][/color] كما أعدت ما تسمى بـ"وزارة البناء والإسكان" الاسرائيلية مخططاً لإقامة خمس مستوطنات في المنطقة الواقعة بين مدينتي بئر السبع وديمونا في الجنوب، وستقدمه للحكومة الإسرائيلية من أجل المصادقة عليه، وهو يأتي ضمن مقترحات تطوير الاستيطان في الضواحي، كما ذكرت صحيفة هآرتس . وذكرت صحيفة معاريف أنه وقبل مصادقة الحكومة على المخطط الاستيطاني أطلقت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية أسماء على المستوطنات الخمس وهي عومريت، غبعوت، عدريم، تلم، تلما وتلباة. حماس:هجمة استيطانية شرسة في الضفة والقدس وفي ضوء هذا التصعيد أكدت حركة المقاومة حماس، أن الضفة الغربية المحتلة تتعرض لهجمة استيطانية إسرائيلية شرسة تستهدف تصفية الوجود الفلسطينى فى مدينة القدس الشرقية. وأفادت حماس- فى تقرير نشرته، حول المشاريع الاستيطانية واعتداءات المستوطنين فى الضفة الغربية خلال الفترة من 16 سبتمبر الماضى إلى 20 أكتوبر الجارى – أن النشاطات الاستيطانية فى مدينة القدس تصاعدت بشكل كبير منذ استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أمريكية. وقالت إن هذه النشاطات الاستيطانية تنذر بتصفية الوجود الفلسطينى فى البلدة القديمة من خلال عمليات الهدم المتواصلة لمنازل المقدسيين والتضييق عليهم، وهدم المحال التجارية وإرهاقهم فى دفع الضرائب الباهظة ومصادرة الأراضى. [color=red][b][title]سياسة التطهير العرقي[/title][/b][/color] عبد الهادي حنتش الخبير بالاستيطان يؤكد أن الاحتلال يقوم بسياسة تطهير عرقي في الأراضي الفلسطينية لطرد المواطنين من أراضيهم وتحويلها لصالح المستوطنات.مشيراً أن الوطن ككل مستهدف من الاحتلال وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بأعمال التوسع الاستيطاني وتنفيذ مشاريع البناء ومن ثم الإعلان عن العطاءات، معتبراً أن هذه السياسة تأتي في سياق محاولات الاحتلال لفرض أمر واقع ووضع عراقيل أمام المواطنين الفلسطينيين للاعتراض على قرارات مصادرة أراضيهم والاستيلاء عليها لصالح المشاريع الاستيطانية. ويرى حنتش، أن الكتلة الاستيطانية الجديدة التي أعلنت حكومة الاحتلال عن بنائها، ستتمحور معظمها في مدينة القدس المحتلة. وقال حنتش لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]:أن سلطات الاحتلال تسارع الزمن، وتوهم العالم بإجراء مفاوضات ثنائية مع الجانب الفلسطيني، لكن حقيقة الأمر أنها تريد إيهام الرأي العام، ووقف السلطة سعيها لرفع دعوات ضدها في المحافل الدولية، واستكمال مخططاتها الاستيطانية". ولفت النظر إلى أن سلطات الاحتلال تحاول ضم المستوطنات العشوائية إلى مستوطنات كبيرة من أجل تشكيل حزام استيطاني يفصل ويفكك الضفة الغربية، ويزيد من فرصة نهب المزيد من الأراضي من خلال إجبار المواطنين على الرحيل بسبب الخشية من اعتداءات المستوطنين المتكررة بحقهم. [b][color=red][title]التفكجي: الاستيطان كل سنه يتضاعف[/title][/color][/b] أما خبير الاستيطان خليل التفكجي ،فاكد أن هذه المعطيات ليست بالجديدة فنسبة الاستيطان تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، و كل سنه تتضاعف بنسبة أكثر من سابقتها، في إطار خطة الحسم الإسرائيلية. وأوضح التفكجي لـ"فلسطين الآن"، أن هذه الأرقام هي تأكيد على أن الجانب الإسرائيلي يفعل أكثر مما يقول فيما يتعلق بالاستبطان وأن ما يقوله شئ و أن ما يفعله شيئا أخر على الواقع، وخاصة أن لديه ورقة الضمان ألأمريكية أي أن الحقائق على الأرض تؤخذ بعين الاعتبار وعلى هذا المنهج الذي يقوم على توسيع المستوطنات القائمة و إقامة المستوطنات الجديدة". وأشار التفكجي إلى الإعلان يوميا عن وحدات استيطانية جديدة و خاصة فيما يتعلق بتسمين المستوطنات الموجودة أصلا فقبل يومين عن توسيع مستوطنة "بروخيم" الواقعة على اراضي المواطنين شمال الضفة الغربية، بتوسيعها ببناء 550 وحدة استيطانية جديدة. ولفت التفكجي، إلى أن كل هذا المخطط للوصول إلى رفع عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن في الضفة الغربية، أما فيما يقال بقضية تجميد الإسيتطان و غير ذلك فهي استغلال لفترة المصادقة على كل المشاريع الاستيطانية وأضاف:" أن الجانب الإسرائيلي يعمل على خلق دولة مستوطنات في الضفة الغربية ضمن رؤيته وترسيم حدود للضفة الغربية ضمن رؤيته أيضا، أمام فيما يتعلق بعملية السلام و مشاريع الأمريكية الأخيرة ضمن خطة كيري يتم استغلالها لتنفيذ هذه الخطة. وأتفق الخبيران على ان سياسة الاحتلال تقوم على توسيع الاستيطان وسلب أراضي الضفة لجعلها أمر واقع يتم ادراجه في أي مباحثات ومفاوضات مع السلطة، من خلال مبادلة قضية فلسطينيي الداخل بقضية المستوطنين بالضفة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.