16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
17.23°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة17.23°
الأحد 20 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: وفاء الأحرار والإعلام الغربي

في الوقت الذي تابع فيه المشاهد العربي عيد الشعب الفلسطيني بتحرير الأسرى في مشاهد تهز الوجدان وتجيّش العواطف، أخذ الإعلام الغربي دوراً منحازاً كعادته، فالتركيز كله كان على شاليط وحالته الصحية والمعنوية وفرحة أهله بخروجه أما الأسرى الفلسطينيون الأبطال الذين قضى معظمهم زهرة العمر قابعين وراء سجون الاحتلال فهم مجرد أرقام لأشخاص "تلطخت" أيديهم بالدم الإسرائيلي. ولكن ماذا عن الدم الفلسطيني الذي تلطخت به أيدي شاليط وأصحابه؟ أين أخبار العالم من إجرام المستوطنين الإسرائيليين الذين وضعوا الجوائز النقدية لمن يغتال الأسرى المحررين؟ وعمد الإعلام الغربي إلى تصوير الانتصار الفلسطيني بأنه منقوص إذ غابت عنه أسماء بعض القادة، أو أنه منّة إسرائيلية إلى حماس لإضعاف الرئيس عباس بعد أن تحداهم في الأمم المتحدة، ولكن الواقع كان غير ما يتمنون. فحرية كل أسير من أسرانا البواسل الذين فقد الأمل من خروجهم كان انتصاراً لكامل الشعب الفلسطيني بغض النظر عن مرتبة الأسير أو انتمائه الفصائلي، كما أن الوحدة الفلسطينية تجلت بأروع صورها إذ خرجت غزة والضفة معاً والتحمت الأعلام جميعها تحت لواء علم فلسطين وأيقن الجميع أن المقاومة هي الطريق الأنجع لتحرير أسرانا وكامل التراب الفلسطيني. كما أن الرسالة الأقوى للعالم أجمع ولـ(إسرائيل) بشكل خاص أن الحصار على شدته وقسوته كان ثمناً رخيصاً لحرية أسرانا. ولعل هذه الرسالة التي كانت واضحة في بعض وسائل الإعلام الغربية المحايدة في تغطيتها الإخبارية كصحيفة الانديبندنت البريطانية أذهلت العالم بقوة تماسك شعبنا وتلاحمه رغم المكائد والمصائد. وتوقعت بعض التحاليل الإخبارية الغربية أن يحفز نجاح عملية تبادل الأسرى الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى محاولة اختطاف جنود آخرين إلى أن يتم تحرير آخر فلسطيني أسير، وأبعاد هذا الأمر على جيش الاحتلال وجنوده من الناحية النفسية واللوجستية. فتحدثت عن رعب في أوساط الجنود الإسرائيليين وقيادتهم من تكرار مثل هذا الأمر واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتجنب حدوثه، ولكن السؤال المطروح كيف يمكن لجيش أن يواجه عدوه وهو يهاب اختطاف جنوده؟ وما حجم الإجراءات الوقائية التي سيضعها هذا الجيش لحمايتهم؟. أما الأمر الذي غفلت أو بالأحرى تغافلت عنه وسائل الإعلام الغربية فهو صمود أسرانا وضربهم المثل في الصبر والإيمان وعدم انقطاع الرجاء، وكيف أصبحت قصصهم قصصاً بطولة وأضحوا منارات لأجيال من بعدهم، الأمر الذي نسف عمل عقود من الترهيب الإسرائيلي الممنهج الذي لم يعدم وسيلة لزرع الخوف في قلوب الفلسطينيين من المقاومة والانخراط بها. بورك أسرانا وبورك أبطالنا الذين جلبوا هذا النصر المبين الذي سيمكث في الأرض فيما يذهب زبد المشككين والمغرضين جفاءً.