الفرحة العامرة في الأراضي الفلسطينية بخروج الأسرى القدامى، والذين أمضوا في سجون الاحتلال الاسرائيلي أكثر من عشرين عاماً، عكرت صفوها الإجراءات الإسرائيلية بحق الأسرى المفرج عنهم، وكم الشروط الملقاة عليهم قبيل الإفراج عنهم. فرحة منقوصة الأسير المحرر حازم قاسم شبير(38عاماً) من مدينة خان يونس، تفاجأ وهو يستعد للعودة إلى بيته بعد قضاءه في سجون الاحتلال قرابة العشرين عاماً بطلب مصلحة السجون الإسرائيلية بالتوقيع على قائمة من الشروط التي تقيد الأسير المحرر عقب الإفراج عنه. المحرر شبير يقول لوكالة [color=red]"فلسطين الآن" [/color]: "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أمضتهم على أوراق من قبل الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيرس" ووزيرة العدل تسيفي لفني تقضي بعدم خروجهم من قطاع غزة لمدة عشرة سنوات كاملة". ويضيف المحرر شبير "أن الشاباك أخبرهم أنه ليس بإمكانهم الخروج من القطاع إلا عبر تصريح من قبل دائرة التنسيق الأمني في رام الله مع الاحتلال". ونقل المحرر شبير تفاصيل الساعات الأخيرة قبيل الافراج عنهم بقوله: "أن السجانين الإسرائيليين تعمدوا إيذائهم ومعاملتهم معاملة سيئة، لأنهم يعلمون أن هؤلاء الأسرى مفرج عنهم دون عودة إلى السجن مرة أخرى". وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد جمعت الأسرى المفرج عنهم في سجن "عوفر" بالقرب من رام الله، ثم نقلت أسرى غزة إلى سجن عسقلان، ليمضوا فيه قرابة الثمانية ساعات قبل أن تفرج عنهم قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر معبر "إيرز" شمال القطاع. [title]شروط على الضفة كما القطاع [/title]وتأكيداً لما نقلته وكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أوضحت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان في بيان لها نقلاً عن الأسير المحرر مؤيد سليم حجة من قرية برقة قضاء نابلس، أن الاحتلال أبلغ الأسرى المحررين الذين يقيمون في الضفة وعددهم 21 أسيراً بحرمانهم من السفر خارج الأراضي الفلسطينية لمدة عشر سنوات إضافة إلى منعهم من التنقل خارج حدود محافظة الأسير المحرر لمدة عام كامل. وأكدت المؤسسة أن الاحتلال أبلغهم أيضاً بضرورة القدوم مطلع كل شهر ولمدة عام لأقرب مركز ارتباط على منطقة سكن المحرر والتوقيع على الحضور أمام ضابط المخابرات الإسرائيلي المسؤول عن منطقة سكن المحرر. وأشارت إلى أن الأسرى المحررين وقعوا على ورقة تعهد بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري أو تنظيمي، وفي حال أخلوا بهذا الشرط فسيتم اعتقالهم ويعاد الحكم السابق الذي صدر بحقهم قبل الإفراج عنهم وتكملة بقية مدة الاعتقال. [title]سياسة الدفعة الثانية [/title]من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدارسات الأسرى وحقوق الإنسان في تصريحات صحفية "إن الدفعة الثانية من إفراجات المفاوضات التي أعلن عنها الاحتلال فجر الاثنين شملت 25 أسيراً محكوم بالمؤبد واستثنت أسرى القدس والداخل، وأنها جاءت بمثابة الصدمة لأبناء الداخل المحتل". وذكر الخفش أن الصفقة لم تراعِ الأقدمية بالاعتقال وكانت انتقائية من قبل الاحتلال وأن الجانب الفلسطيني لم يكن له أي دور في تحديد الأسماء أو توزيعيتها. وأشار الباحث الحقوقي أن أسوء ما كان في هذه الصفقة تحكم الجانب الإسرائيلي وإعلانه عن الأسماء المنوي الإفراج عنها وأن عائلات الأسرى عاشت أسوء وأصعب اللحظات وهي تنتظر وتترقب الإعلان عن الأسماء. يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت منتصف ليلة الاربعاء سراح 26 أسيراً من الضفة المحتلة وقطاع غزة وهي الدفعة الثانية من الأسرى القدامى الذين اعتقلهم الاحتلال قبل توقيع اتفاقية أوسلو مقابل عودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات برعاية أمريكية .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.