حتى ساعات قليلة قبيل اعتقاله من سلطات الاحتلال الإسرائيلي من بيته في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، كان القيادي في حركة حماس الشيخ جمال الطويل حريصا على وأد وطمس كل الأصوات الشاذة التي تحرف البوصلة الوطنية عن مسارها الحقيقي. ومن هنا كانت دعوته في أخر بيان وتصرح صحفي صدر عنه أمس الأربعاء لرئيس السلطة محمود عباس للجم كلّ التصريحات اللامسؤولة والموتورة الصادرة عن متحدثي حركة فتح؛ انتصارا -على الأقل- لما وقع عليه شخصيا، حيث كان آخرها تصريحات المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف". كلام الطويل أدلى به على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": قائلا إنّ "هذه التصريحات الموتورة والكاذبة لا تستهدف إلا قطع الخط على أيّ إمكانية للمصالحة، وتقديم هدايا مجانية للمستفيدين من بقاء حالة الانقسام على حالها وأكثر ويمارسون حق النقض "الفيتو" ضدّ هذا المسعى". وتابع الطويل "يبدو أنّ المتحدث يحاول إسقاط ما يخططون له، أو يريدون أن يبرروا خطواتهم القادمة من التنازل وتصفية القضية الفلسطينية، وكأنّهم في سباق مع الزمن". واعتبر الطويل في تصريحه أنّ المطلوب من المتحدث أن يجيب على تساؤلات المحللين والمراقبين حول "تأييد الاستيطان عملياً، وإكمال الدور مع الاحتلال في ملاحقة المقاومة والتنكيل بأبناء شعبنا، والناطق باسم الشرعية يحرض على شعبه وقواه الحية، ويكون سبباً في تشديد الحصار على شعبه، ويشكل تدخلاً سافراً في شؤون الدول العربية وخدمة الانقلاب الدموي". وكان الناطق باسم حركة فتح المدعو أحمد عساف شنّ هجوما لاذعا على حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مقابلة تلفزيونية طويلة مع فضائية مصرية قبل يومين، احتوت على الكثير من الأكاذيب والفبركات .