كعادة العظماء الذين رسموا ببطولاتهم وتضحياتهم معالم طريق النصر والتحرير، وبأفعال الأبطال الذين كتبت على الجميع معالم تحرير فلسطين، دفع الأسير المحرر حلمي العماوي 4 سنوات من حياته داخل العزل الانفرادي ضريبة نصرة غزة بالقول داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي. [title]غزة العزة[/title] وتعود فصول حكاية ضريبة العزة والفخار إلى عام 2005 بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، حيث اقتحم ضابط سجن النقب المعتقل الذي يتواجد به الأسير العماوي بصحبة ثلة من الأسرى الفلسطينيين، وقال لهم: "جيش "إسرائيل" سيخرج من غزة ويمنحها لكم كرما منه". كلمات ضابط سجن النقب أثارت غضبا واسعا لدى أسرى النقب، ولم يتمالك الأسير المحرر حلمي حمد العماوي نفسه، فرد عليه بقوله: "غزة العزة أذاقتكم الذل، وضربتكم بالحذاء؛ لذلك ستخرجون منها غصب عنكم". هذه الكلمات كانت بمثابة دفع فاتورة جديدة ضريبة الثبات والموقف المشرف الذي أبداه المحرر العماوي، وأغاظ به ضابط سجن النقب، الذي أمر جنود السجن باستجواب العماوي والتحقيق معه، وقام بوضعه بالعزل الانفرادي لمدة 4 أعوام بتهمة معاندة الضابط ؟!. [title]فرج بعد كدر[/title] أمضى الأسير حلمي العماوي البالغ من العمر 46 عاما 20 عاما من حياته داخل الأسر، من أصل حكم إسرائيلي صدر بحقه بالسجن المؤبد، بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي داخل مستوطنة "رعنانا " . واعتقل العماوي عام 1993م، وتنسم الحرية بصحبة 25 أسيرًا بتاريخ 30-10-2013 ضمن الدفعة الثانية من الصفقة التي تمت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد استئناف المفاوضات برعاية أمريكية. ولا يعتبر العزل الانفرادي السابق هو العزل الأول للأسير المحرر، فقد سبقه عزل انفرادي آخر في أعقاب محاولته الهروب من سجن عسقلان عام 1994م وتوجت تلك المحاولة بالفشل. ويشير الأسير المحرر إلى أن إذلال إدارة السجون الاسرائيلية للأسير الفلسطيني تتمثل في كل شيء: "في مرضه، وزيارة ذويه دون حول ولا قوة من أسير محاط بالجدران والدشم العسكرية، وفي كل أمور حياته اليومية". واعتبر العماوي مؤسسات حقوق الانسان شريك أساسي في الإهمال الذي يتعرض له الأسرى، بسبب الخنوع للقرارات الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين. ونوه المحرر العماوي إلى أن مصلحة السجون الاسرائيلية نجحت بالتفريق بين الأسرى الفلسطينيين بفعل الخلاف الحاصل بين الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية، موضحا أن أسرى التنظيمات يقبعون في السجون بشكل مشتت. [title]قلوب الأسرى ترنو للحرية[/title] ويشدد المحرر العماوي على أن قلوب جميع الأسرى ترنو للحرية، قائلاً: "تعلقت قلوبنا بكل حديث يدور حول الإفراجات عن الأسرى، ويزداد الأمل في نفوسنا وقلوبنا رغم أن حريتنا هي استحقاق وطني منذ أوسلو". ويأمل الأسير المحرر رؤية زملائه أحرارًا بين أهلهم وذويهم، مطالبًا فصائل المقاومة الفلسطينية بالعمل الجاد على إنهاء معاناة الأسرى وخاصة المرضى منهم، مطالبًا ببذل المزيد من الجميع للإفراج عن كافة الأسرى من " قبور الأحياء التي يعيشون فيها" على حد وصفه. وألمح العماوي في نهاية حديثه لـ[color=red]"وكالة فلسطين الآن"[/color] إلى أن لحظات الحرية لا تقدر بثمن، قائلاً: "رؤية نجلي إبراهيم الذي أسرت وعمره 3 سنوات، وقد أصبح شابا يافعا يبعث في صدري أملا بقرب حرية جميع الأسرى". ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي قرابة 5 ألاف أسير، بينهما 16 أسيرة، وقرابة 1200 أسير يعانون من تفشي الأمراض بينهم، في ظل صمت رهيب من مؤسسات حقوق الإنسان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.