من قبل عشر سنوات، وهما طابخين راسنا عالطَّالع والنَّازل، لجنة التحقيق في مقتل الرئيس ياسر عرفات، من قتل عرفات؟! كمن يضع الماء في قِرْبَة مخزوقة... وعندما تقترب ذكرى الراحل الشهيد، يجتمع حوله الأعداء والأصدقاء من شتى التيارات الفتحاوية الأليفة والمتوحشة، وتجتمع معهم الألحان، وتقترب الأكتاف من بعضها فيهزونها بحنِّية، وللأسف القاتل يرقص معهم، بل يوزع البشائر النضالية، والهامات والمقامات العالية، ويرثى الشهيد القائد بما لذ وطاب من النياشين والألقاب.... الياسر، الجاسر، الكاسر، مفجر الثورة، الأب الحنون، الزعيم، المناضل، الرئيس... وحوله من يعرفه ومن لا يعرفه؟! يصفقون له دون أي كلام؟! فمن يعرفه تجمعهم مصالح مشتركة، وتهديدات قوية، من "يَتَخَنْفَسْ" تطير رأسه، وفي نهاية الأمر يخرج تقرير يقول فيه الطيراوي: اقتربنا من هوية قاتل عرفات؟! ضحكت وضحك من حولي وستضحكون؟! يالله على كلِ اقتربنا ولا البَلَاشْ؟! عرفات ليس زعيماَ لفتح فقطيا "خْوْاتْ الشَّليتة"، بل رئيساً للفلسطينيين، ويجب تعرية ونزع ملابس تيار كامل عمل على مدار سنوات بطريقة لا أخلاقية ولا وطنية للقضاء على كل شيء مقابل عملية التسوية الوهمية.... عرفات أكبر من كل ألقابه التي تتاجرون بها، وفعلاً "أحتار لكثر الحرَّاس، والقاتل في البيت دخيل" وليس غريباً استحداث مناصب جديدة، وعلى رأسها منصب رئيس الوزراء الفلسطيني لنزع الصلاحيات واخفاء معالم القتل.... المتهم الأول في مقتل عرفات هي اسرائيل، ولكنها ليس الأول والوحيد كما قال الطيرواي، بل مع اسرائيل من شاركوا في عملية قتله, ونفذوها بعناية فائقة، كما الأفلام البوليسية والسرية تماماً... وتبلغ أهمية معرفة قاتل عرفات؟! كشف خيوط المؤامرة بالكامل، وفضح تيار كبير يعمل ضد الوطن هنا الأهمية؟! ومعرفة ما يحصل حالياً في المفاوضات من تنازلات خطيرة للغاية، عن الأرض والعِرضْ، لأجل دولة لعينة كالخازوق تماماً... أما الذين يهزُّون الكتف بحنِّيِّة في ذكرى وفاته، هم كالطُرْشانْ في حفلة موسيقية مدبَّرة، كبارهم يعلمون القتلة، وهم يرقصون لهم على جثة الشهيد.... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]