13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.39°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.39°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: "الأغوار".. كلمة السر بمفاوضات التسوية

باتت قضية استمرار السيطرة الإسرائيلية على مناطق الأغوار من الملفات الشائكة التي تهدد بعدم الخروج باتفاق خلال المفاوضات الجارية مع السلطة منذ عدة أشهر. وفي وقت يرى فيه الفلسطينيون أن الأغوار هي الحدود الشرقية لدولتهم العتيدة المستقبلية، لا ينفك قادة دولة الاحتلال على التأكيد على رفضهم القاطع التنازل عن تلك الأراضي الواقعة على طول نهر الأردن. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة معاريف تقريرًا مفصلاً عن أهمية غور الأردن لـ"إسرائيل"، متسائلة فيما إذا كان بإمكانها التخلي عن تلك المنطقة لصالح اتفاق مع الفلسطينيين!، حيث انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض. وتشير الصحيفة بداية إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة التي أكدها في افتتاحية الجلسة الأسبوعية لحكومته الأسبوع المنصرم حيث قال إن "الجيش الإسرائيلي سيحافظ على تواجده بغور الأردن ضمن أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين"، وأكد على أن الحدود الإسرائيلية ستمتد على طول نهر الأردن. وتضيف الصحيفة أن غور الأردن تحول مؤخرًا إلى الواجهة في أعقاب الحديث عن اتفاق دائم مع الفلسطينيين فالغور الذي تبلغ مساحته 800 ألف دونم وأقامت "إسرائيل" فيه 21 مستوطنة يسكنها 6500 مستوطن فقط، أصبح من القضايا الأكثر تعقيدًا بالمفاوضات ليصبح موازيًا لموضوعي القدس واللاجئين من حيث الأهمية. ولفتت إلى أن "إسرائيل" غير مستعدة للتنازل عن ما تصفه "بالكنز الاستراتيجي" ولكن -رئيسة طاقم المفاوضات- الوزيرة "تسيبي ليفني" تضغط لبعض التنازلات في هذا الملف الشائك. وبالمقابل تشير الصحيفة إلى أن الطرف الفلسطيني المفاوض يرفض أي عرض لا يشمل انسحاب "إسرائيل" الكامل من غور الأردن "فمصلحة إسرائيل بالغور ليست أمنية بل اقتصادية"، كما قال رئيس السلطة محمود عباس هذا الأسبوع. وأكد عباس أن "غور الأردن يدر على اقتصاد إسرائيل من خلال زارعة النخيل وتربية التماسيح والدجاج ما قيمته 620 مليون دولار سنويًا". [title]موقف قديم[/title] وسردت الصحيفة مواقف نتنياهو حول غور الأردن على مر السنين، فقد تحدث سابقًا عن تواجد إسرائيلي في غور الأردن، وشدد مؤخرًا على أن طبيعة هذا التواجد يجب أن يكون عسكريًا. وقبل عامين تجول نتنياهو في الغور، وقال في حينها إنه "يتوجب على الجيش البقاء هنا في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين". وبعد ذلك بشهرين، قال أمام الكونجرس الأمريكي إن "إسرائيل تطالب بتواجد عسكري على طول نهر الأردن"، ولكنه لم يقل بأن تكون السيادة هناك لـ"إسرائيل"، وقبل عام ونصف قال ممثل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في محادثات التسوية إن "نتنياهو يطالب بالحفاظ على تواجد إسرائيلي في غور الأردن لفترة محددة من الوقت"، ليأتي قرار نتنياهو مؤخراً ليحسم الجدل عندما أعلن عن إقامة جدار امني على طول نهر الأردن. وبحسب نظرية نتنياهو الأمنية التي يكررها دائماً ففقدان السيطرة على خط نهر الأردن شرقًا سيدفع بالصواريخ للوصول إلى حيفا و"تل أبيب". [title]رأي ياتوم[/title] وبخلاف موقف نتنياهو المتشدد يشير رئيس الموساد الأسبق وقائد المنطقة الجنوبية الأسبق "داني ياتوم" إلى أن مسألة تواجد "إسرائيل" في الغور ليست شرطًا لتفجر المفاوضات. ويضيف ياتوم "هنالك أهمية كبيرة لضمان عدم تهريب الأسلحة و"المخربين" من الحدود الشرقية ولكن هنالك تواجد أردني مكثف على الجانب الآخر من حدود النهر تضمن عدم حصول ذلك وبالإمكان الاتفاق مبدئيًا على تواجد إسرائيلي لمدة عام وبعدها تنقل المسؤولية الأمنية للقوات الأمريكية والبريطانية لضمان عدم وجود تهريب"، كما قال. ويوضح ياتوم أنه وبعد التأكد من وجود هدوء في تلك المنطقة من ناحية أمنية فسيكون بالإمكان التنازل عن وجود قواتنا هناك. ويحذر من مغبة أن تفشل عقدة الغور المفاوضات مع الفلسطينيين بالكلية فهنالك الكثير من المسائل الأكثر تعقيدًا وأهمية كاللاجئين والقدس والمستوطنات. وينوه إلى أن مسألة العمق الأمني لا تعني دائمًا ضمان عدم وجود تهريب ويضرب لذلك مثالاُ على محور صلاح الدين بين قطاع غزة ومصر، حيث أشار إلى بقاء التهريب على أشده حتى أثناء التواجد المكثف للجيش الإسرائيلي هناك. ويلفت إلى أن الفرق يكمن في أن السلطة الحاكمة هناك تدعم الأعمال المسلحة، أما في الضفة فالاختبار هو كيفية منع السلطات هناك الأعمال المسلحة. [title]العمق الاستراتيجي[/title] بدوره، علق قائد المنطقة الجنوبية السابق "عمرام متسناع" على مسألة الغور قائلاً إن "أهمية الاتفاق تفوق أهمية العمق الاستراتيجي". ويشير في هذا السياق إلى إيفاء الجانب الفلسطيني بتعهداته بمكافحة العمليات المسلحة، وتساءل "ما الذي سيجلبه لنا شريط أمني من عدة مئات من الأمتار، وأين هي الدولة التي توافق على أن يقوم طرف آخر بمراقبة حدودها؟". واقترح "متسناع" في هذا السياق الاتفاق على فترة انتقالية طويلة من التواجد الإسرائيلي العسكري في المنطقة وبعدها لن يكون لـ"إسرائيل" خيار سوى الاعتماد على قوات دولية واتفاقات سياسية ووسائل استخباراتية.