لم يسمع به إلا قليل، لأنه فاز ببرنامج "اختراعات" عن أول جهاز تشخيص "أمراض الابل" على مستوى العالم ولو فاز في برنامج "غنائي هابط" لاختلف الحال وملئوا الدنيا ضجيجا عنه. إنه المخترع الشاب الجزائري محمد دومير، قصة حياة ملهمة لمن جد واجتهد، تقول لنا : لا للمستحيل.. كان حلمه جهاز "لاب توب" فأصبح مخترعاً، حرم دراسة الماجستير مرتين في بلاده ، فنال باختراعه "الدكتوراه" وبراءة اختراع. محمد دومير طبيب بيطري جزائري ، أصبح نجم "نجوم العلوم" في موسمه الخامس، وهو برنامج يعرض على قناة( mbc4) للاختراعات، وفاز بالمركز الأول بقيمة 300 ألف دولار أمريكي عن اختراعه جهاز يحدد مكان مرض الابل التي تستخدم خاصة في السباق في مزاوجة بين الطب البيطري والهندسة وهو الأمر الذي أعجز علماء البيطرة. [title]قصة حياة[/title] اللافت في قصة محمد أنه لم يجد عملاً في بلاده الجزائر واضطر للعمل ضمن عقود الشباب التشغيلية ،ينحدر من عائلة جزائرية بسيطة متواضعة ، لم يكن عنده انترنت ، كان حلمه أن يملك جهاز حاسوب محمول "لاب توب". يقول محمد "لم أكن أتوقع مطلقا فوزي وتتويجي، كنت دائما واثقا من نفسي في تفوّقي العلمي على المنافسين ضمن برنامج "نجم العلوم"، لكن لم أكن أتوقع مطلقا تتويجي وتفوقي بنسبة 50 بالمائة على بقية المنافسين" . وتفاخر بقوله "يسعدني أن جزائرياً يتوّج بمسابقة "نجم العلوم" في مسابقة فكرية، وهذا أحسن لنا بكثير أن نتوّج في برامج الغناء والرقص، إنه لفخر لبلدي الجزائر أن تعود مسابقة علمية ضخمة وكبرى لجزائري وباعتراف من قبل لجنة علماء لها كفاءة عالية". الغريب في أمر الطبيب الجزائري الطموح، الذي كان يميل كثيرا للبحث العلمي، أن طلبه لدراسة الماجستير في بلاده رفض مرتين ، وشاء الله أن ينال الدكتوراه من احدى الجامعات الأمريكية بعد فوزه بالمسابقة. أوضح في حوار مع الشروق الجزائرية "أنه ترشح لمسابقة الماجستير بالجامعة في الطارف التي تخرجت منها عام 2008 ورغم ثقتي فوجئت بعدم قبولي. وفي عام 2010 تنقلت للموسم الثاني إلى الجزائر العاصمة، حيث تقدمت لمسابقة الماجستير في المدرسة العليا للبيطرة بالحراش وفشلت أيضا بالرغم من ثقتي من الإجابة الصحيحة وكنت متفائلا خيرا. وحسبه فإن "الاختراع الذي قدمته سأستلم به درجة دكتوراه من أمريكا إلى جانب حصولي على براءة الاختراع وهو ما سيخفف عني رسوبي بالماجستير في بلدي، لكن أعتقد أن عليهم أن يعتنوا بالمبدعين والمبتكرين وفوزي في مسابقة "نجم العلوم" فتح لي المجال واسعا حيث اتصل بي الكثير من رجال الأعمال من الإمارت وقطر لدعم اختراعي." ومما آلمه أيضا " أني كنت أرغب في الهجرة إلى فرنسا بحثا عن عمل، فلم تُمنح لي التأشيرة، وبقيت أتساءل في نفسي لماذا رُفض منحي التأشيرة؟ لقد تأثرت كثيرا، اليوم الحمد لله براءة الاختراع التي تحصلت عليها ستمكنني حتى من الذهاب لأمريكا وليس إلى فرنسا. [title]ألم وأمل..[/title] رفض دراسة الماجستير في بلاده والحياة الصعبة " أحبط معنوياتي" يقول دومير ، وصار يفكر " الهجرة، لا لشيء سوى لتحسين مستواي المادي". سافر إلى قطر للعمل كطبيب بيطري عند أحد القطريين هناك توصل إليه خلال بحثه عن وظيفة عبر شبكة الانترنت ، ثم انتقل إلى الصين لدورة تكوينية بـ "التشخيص لدى الحيوانات". عن الصين يقول : سفري إلى الصين فتح عينيّ على دنيا العلوم أكثر وأصبحت أبحث عن كل ما يهمني وشعرت خلال الدورة التكوينية أنني أنمّي معارفي وصرت أدرس أكثر وعمقت معارفي في الطب البيطري أكثر، لقد عرفت كم نحن متأخرين بدرجات عن الطب البيطري، وهو ما حتم عليّ الدراسة والاعتماد على نفسي في تنمية معارفي. وبعد الدورة التكوينية عدت إلى قطر، وأصبح يهمني، أكثر، بحكم عملي، معرفة أماكن تشخيص العرج لدى الإبل حيث كنت أعمل في مكان خاص بالسباقات السريعة للإبل. [title]فكرة الاختراع[/title] وعن فكرة الاختراع ، يبين "في قطر حيث كنت أعمل كانت هناك سباقات للإبل وكانت هذه الحيوانات بحكم السباق، تشعر بعدها بآلام في أرجلها ولا نستطيع كبياطرة تحديد موقع الألم، أي أنه لم يكن هناك أي طريقة تستعمل لتشخيص مكان وجود "العرج" لدى حيوانات السباق بما فيها الأحصنة، وبالتالي نقص التشخيص يصعِّب العلاج، كل هذا كان يقودني يوميا للبحث عن دواء، إلى أن جاءت فكرة الاختراع. يضيف "أردت البحث عن مكان يكتشف حالات العرج والإصابات الحركية لدى الحيوان، وبالأخص لدى الإبل المستعملة في السباقات السريعة، وذلك عبر استخدام أجهزة استشعار متخصصة. وأول تجربة قام بها " عبر الهاتف النقال باعتباره وسيلة تشخيص لاسلكية وتفاجأت عندما نجحت التجربة، لكن لحظتها لم أكن اعلم أن ما أقوم به هو ابتكار وكان علي أن اعمل أكثر، وصرت أدرس تخصصات أخرى لا علاقة لها بالبيطرة بحثا عن اختراع يوصلني إلى تشخيص المرض، وكل هذا قادني إلى دراسة الهندسة والخوارزمات والرياضيات. وكان المخترع الشاب يبحر " يوميا في المعادلات إلى أن اكتشفت خوارزمية أتاحت لي تشخيص العرج لدى الإبل وحيوانات السباق وهي الأولى من نوعها، ما جعلني بعدها أدرك أن ما قمت به من اكتشاف بيطري وعلمي يعتبر ثورة علمية حقيقية. وأوضح أن الجهاز الذي اخترعه " الأول من نوعه في العالم على تقنية اتصال لاسلكية لإرسال البيانات إلى جهاز الكومبيوتر، ويقوم بتحليلها بطريقة سريعة ودقيقة، كما يقوم هذا الابتكار بدمج أجهزة قياس التسارع وأجهزة استشعار الضغط وأجهزة إرسال الاتصالات اللاسلكية، ضمن أربع قطع مختلفة على شكل أحذية يمكن تثبيتها في القوائم الأربع للإبل أو الخيول. ويعتبر هذا الابتكار الجديد الذي أطلق عليه اسم "الدكتور دومير"، حلا نهائيا للمشاكل التي تواجه الكثير من المربين والمدربين، وتتعلق بتحديد مكان وطبيعة الإصابات التي تعاني منها الخيول والإبل، وخاصة منها التي تشارك في السباقات السريعة، وذلك بطريقة ناجحة وبأقل تكلفة، وهي ثورة حقيقية في سابق الرياضات التي تعتمد على الخيول والإبل. [title]طموحه[/title] وعن طموحه يقول "سأعود إلى الجزائر بعد 20 يوماً وسأعود إلى قريتي في تبسة وبالضبط إلى بلدية "تقرين" سأعمل على إعادة ترميم منزل عائلتي وأكيد جدا سأتزوج وأشتري لنفسي بيتاً، لكن ما أريده تأسيس أكاديمية صغيرة تعتني بالمبدعين والمبتكرين، أريد أن اخصص جزءاً مما ربحته في المسابقة لأساهم في الأخذ بأيدي المبدعين في هذا الوطن، اعرف أن هناك الكثير مثلي بحاجة إلى من يُنمي في داخلهم حس الإبداع. وشكر المخترع الجزائري " عائلتي وأبناء وطني وأريد ان أشكر "ناس الفايسبوك" الذين أمدوني بدعمهم المعنوي في التعريف بي ودعم حملات التصويت لصالحي، أريد أن أشكر كل الجزائريين بالإمارات العربية ممن اتصلوا بي وصوّتوا لصالحي وشكرا خاصا لأبناء تبسة". [yt=3156]الشاب المخترع أثناء تجربة اختراعه[/yt]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.