أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان أن المصالحة الفلسطينية هدف رئيس استراتيجي وليس تكتيكيا لحركته، وأنها ستعمل جاهدة لإنجاح كل الجهود حتى آخر المشوار، وان هذا الموضع غير قابل للتنازل، وان حركته ترفض كل الضغوط على أي من الطرفين وتنظر لها بعين الاستهجان، واصفا أي تحرك في اتجاه إفشال المصالحة بأنه تحرك مشبوه. وأشار حمدان في تصريح لصحيفة الراية القطرية, إلى انه من المبكر تحميل طرف من الأطراف مسؤولية تأخر تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة أوائل شهر أيار الماضي، وان العتب الشديد الذي تتعرض له حركته من قبل أبناء الحركة وأنصارها يأتي لشغفهم الشديد بالتوجه السريع نحو مصالحة فلسطينية شاملة تعطش لها الشعب على مدار سنوات من الانقسام المقيت. وأكد حمدان أن أول تلك المظاهر التي ينتظرها أبناء الحركة هو الانفراج في ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية الذي لم يطرأ عليه جديد منذ توقيع ملف المصالحة، على أن يتم اتخاذ خطوات واسعة في كل الملفات على أنها رزمة واحدة لا انفصال لأحدها عن الآخر، غير أن ما يحدث على الأرض يحتاج بعض الوقت لترتيب الأوراق الهامة ومن ثم يتم تنفيذ بقية البنود إن صدقت النوايا. ولفت حمدان أن حركته تعي جيدا مدى التناقض في تصريحات رئيس السلطة محمود عباس، وتناوله بازدواجية بين ملفي المصالحة والتسوية، وربطه بين الموضوعين واستخدام احدهما لصالح الآخر، وان من يرى أن موقف عباس تجاه المصالحة ربما يكون احد أنواع التكتيك قد يكون صحيحا للوصول إلى مكاسب سياسية اكبر في ملف المفاوضات مع العدو. وأشار إلى أن التعرض لضغوط خلال العمل السياسي واردة ومفهومه، إلا أن التجاوب معها يبقى تعبيرا عن عزيمة كل طرف، فلا انصياع لأي ضغوط ضد مصالحنا الوطنية، ولا انصياع لضغوط تعمل على زيادة الفرقة مع الأخوة لتحقيق مطامع شخصية وفئوية ضيقة . ويقول حمدان: أن ربط الإخوة في حركة فتح بين التعثر الحاصل في ملف المصالحة بسبب اختيار اسم رئيس الوزراء ، وبين التصريحات الداعية لمقاطعة أي حكومة تتواجد بها حماس أو تتشكل بالتوافق ما هي إلا مبررات مسبقة للتهرب من التزامات المصالحة. ويضيف: التخوف من تكرار تجربة حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت على اثر اتفاق مكة المكرمة، ليس له أساس، وان هذه المخاوف ليست أكثر من دعاية الغرض منها زرع المخاوف في تحرك لا داعي له، وان حماس تؤمن أن الاتفاق على كل الأمور، وصفاء النوايا يعني نجاحا أكيدا بعون الله. ويؤكد حمدان: إن أي مخططات تهدف إلى إفشال المصالحة سيقف أمامها الشعب بجدية هذه المرة، وانه سيحمل الطرف المتسبب في إفشال تطبيق الاتفاق، وان الاختباء وراء خيبات المفاوضات ليس مسؤولية الشعب والسكان الذين عانوا كثيرا، وإنما هي مسؤولة من اختار هذا الطريق دون غيره. وحول موقف حركة حماس مع الدول العربية المجاورة في ظل الثورات العربية يفصل حمدان قائلا: علاقتنا جيدة بكل الدول العربية بالمجمل، وان التحركات الشعبية التي أدت إلى إسقاط الأنظمة هي جزء من حركة التحرر العربية التي تعتبر حماس جزءا أصيلا منها، وان التغير الحاصل يحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق الأهداف التي قامت من اجلها غير أن علاقتها بالجارة المصرية يجب أن تكون على حال أفضل خصوصا بعد الثورة المصرية ليس مع حماس فقط وإنما مع الجانب الفلسطيني بشكل كامل، وان ترجمة هذا يأتي في البداية من خلال معبر رفح الذي يسرنا الإعلان عن افتتاحه رغم تحفظنا على الطريقة التي لا يزال يدار بها حتى الآن، متمنين أن تثمر النقاشات مع الجانب المصري للوصول إلى تسهيل العمل على المعبر مما يحقق مصلحة المواطن الفلسطيني الذي عاني من إغلاق المعبر لسنوات". غير أن حمدان يؤكد أن العلاقة مع الاتحاد الأوربي لازالت تقتصر على بعض الاتصالات الفردية وغير المنظمة وان التحسن الملحوظ على جودته يحتاج إلى أن تدرك تلك الدول حقوق الشعب الفلسطيني وتفهم ما يتعرض له، وعدم الاكتفاء بموقف المتفرج، وان تهميشها لدور حركته بعد أن فازت بانتخابات كانت شاهدة على نزاهتها كان خيارا خاطئا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.