خرجنا جميعاً من البيوت... صغاراً وكباراً... ذكوراً واناثاً... الفتيات الصغيرات ذوات الجدائل... والأطفال الصغار بألعابهم الصغيرة...العواجيز على عكاكيزهن كل ما هو فلسطيني، كلنا خرجنا لنستقبل ضيفاً عزيزاً على قلوبنا أعاد لنا اللُّحْمة من جديد... قادمٌ من غزة, يعرف طريقه تماماً... لم يعطِ جواز سفره للجندي الإسرائيلي على معبر إيرز، وليس معه أي ورقة إذن بدخول الأراضي المحتلة.... قادم من غزة رغم أنف الجميع.... رغم أنف أمريكا....رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي... عُرسٌ في القدس.... صفارات الانذار تصرخ في كل مكان.... تعوي في كل مكان... الشوراع تتحرك، تتزين بالحنين، حتى النَّبات في الطرقات بدأ يتمايل طرباً، الورد يتفتح، والبيوت في الأحياء تزداد تألُّقاً وتصبُّراً لذاك القادم من غزة للقدس... يا الله لحظات لا يمكن أن توصف... كل المقدسيين، كل الفلسطينيين خرجوا من بيوتهم يستقبلون بالزغاريد، وألحان الوطن... يغنون له... هيًّا الوقت حان لجزء من وطنٍ مقسم... مشتت... محتل... أن يرسل تحية المقاومة إلى القدس.... إلى شوارعها القديمة، وحواريها الحزينة... لبائع خضرة هناك... لرائحة الزيت المنبعث من الخان، لحي سلوان. منذ أن أعلنت كتائب القسام أن أحد صواريخها خلال حرب حجارة السجيل انطلق إلى الكنيست الاسرائيلي الواقع في مدينة القدس المحتلة وخلال دقائق سيكون هناك، حتى خرج الجميع في استقباله... وأي عُرسِ هذا الذي جاء قوياً ومفاجئاً دون ميعاد.. قالت: لقد أعاد هذا الصاروخ فرحة لم نشعر بها منذ أن قصف صدًّام تل أبيب، كنا نخرج من البيوت لنرى أين ستقع الصواريخ.... اليوم خرجنا من بيوتنا لنحيِّي المقاومة.... يا الله هناك جزء من الوطن يقاتل ليل نهار ليلتحم بجزء آخر مفصول عنه. هذا ما قالته ريم تلحمي المغنية الفلسطينية في زيارتها لغزة، لتحيي أهلها بعد حرب حجارة السجيل..