24.68°القدس
24.39°رام الله
23.3°الخليل
28.45°غزة
24.68° القدس
رام الله24.39°
الخليل23.3°
غزة28.45°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: هل المقاومة هي الحل؟!

في غرفة الانتظار أمام طبيب الباطنة رجل عجوز بلغ من الكبر عتيَّا... الشيب في رأسه يرسم لك معطيات القوة الثابتة كالتاريخ والجغرافيا وعدد السكان وثقافته التي ينتمى من خلالها لوطنه وفلسطينه وأرضه.... أمامه شاب عشريني العمر يُقَلِّب مجلّات وضعها الطبيب على الطاولة منها القديم من أوائل الانتفاضة، ومنها الجديد، ومعظمها طبيَّة تتحدث عن الجهاز الهضمي، وبعض الدعايات لمراكز علاجية في غزة، ينظر إليها العشريني ويضحك، ثم يحلَّق بناظريه نحو الحائط يتمعَّن في البراويز التي وضعتها إدارة المستشفى الخصوصي... يتأفف العشريني، ويحاول اسقاط كل شيئ على وضع البلد، حتى التهابات معدته الحادة ينسبها للوضع... يُوْمِؤُ رأسه إلى الأسفل وينظر لرُزْمانة تهنئ الشعب بانتصار السجيل...ثم يتكلم بصوت خافت لا أدري كيف سَمِعَهُ العجوز قائلا: مقاومة هي الحل؟! يا عمّي بدنا نعيش وبعدين؟! نظر إليه العجوز قائلا: شو رايك أنت شايف في غير السلاح بيجيب الحق اللِّي ضايع؟! يعني لو رفعنَا مليون تقرير للأمم المتحدة والمحاكم الدولية بأن "إسرائيل" سرقت البلاد حَيْرَجْعُوا إلنا البلاد؟! شو بتفكر حالك في المدينة الفاضلة؟! عَرِفَ العجوز أن الشاب العشريني متأزِّمٌ نفسيَاً من الوضع في البلد، وأنه ورِثَ من أباه الذي ورِثَ من جده أرضاً محتلة ، ووقع على الجريمة شهود دوليون وعرب.... أنت شايف هيك يا حج؟! -يجيب العشريني بنوع باستهزاء- لأنه طفران من وضع البلد السياسي والاقتصادي... يرد العجوز قائلاً: آخ يا بني يا مين كان يحلم يشوف تل أبيب بتنقصف بالصواريخ من المقاومة الفلسطينية؟! يا مين كان يحلم يشوف الصواريخ بتنزل على الكنيست الإسرائيلي من المقاومين؟! اللي قادر يجيب تل أبيب بيجيب بعدها يا بني؟! عمري سبعين سنة ما عشت لحظة حلوة أكثر من أيام حرب السجيل الأخيرة.... يا بني حلم ابليس في الجنة ترجَعْ بلادك بدون مقاومة؟! والله يا بني لولا هالشباب الطيبين السهرانين على الحدود ليل نهار، لشفت اليهود دخلوا علينا الدار، وقطَّعونَا بالمنشار، النا ستين سنة منكوبين، وبانتفاضات أو حكم اسرائيل أو حكم مصر أو حكم الأردن أو حكم ذاتي ما سمعنا ناس ماتت من الجوع، لكن سمعنا ناس ماتت من الضعف والذل... شاب زيَّك بياكل الزلط، ارفع راسك فوق، الأرض بدهاش هَمَلْ، مثلك بيحميني أنا العجوز، وبيحمي بناتي... رفع العجوز من معنويات الشاب. حَكَّ الشاب رأسه وقال: والله يا حج ما رفع راسنا غير مقاومتنا يسلم تمَّك... أنا أخوي شهيد، وجارنا جريح، وفي حارتنا مليون قصة وقصة... وقتيش نخلص من هالألم؟! هز العجوز برأسه محاولاً تلخيص تجربته الستينية بكلمات خفيفة وقال: بنعيش رجال، وبنموت الرجال... والذل للهَملْ!!! [title]_وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق_[/title]