دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، اليوم الجمعة، الفلسطينيين للاتحاد وإنهاء انقسامهم، وذلك قبل أن "تفترسهم" إسرائيل وتهدم المسجد الأقصى، معتبراً في الوقت نفسه أن الحكام العرب "الظلمة" منشغلون بعمليات "القمع والإرهاب" لشعوبهم تاركين الحدود لـ"إسرائيل" لتعبث بها. وقال القرضاوي خلال خطبة اليوم الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعا الأمة إلى جعله يوماً "لنصرة القدس والأقصى": "آن لكم يا أهل فلسطين أن تتحدوا وأن تكونوا يداً واحدة وأن تقفوا ضد هذه البلوى، التي تريد أن تفترسكم وتأخذ مسجدكم"، في إشارة إلى المخططات الإسرائيلية للاستيلاء على الأقصى. وحذّر القرضاوي من مؤامرات إسرائيلية لمحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، كما فعلوا في المسجد الإبراهيمي بالخليل. وقال في هذا الصدد "المسجد الأقصى أصبح اليهود الآن يدبّرون له تدبيرات ويفعلون له مؤامرات، وفي كل يوم يزدادون ظلماً وضغطاً على المسلمين فيه". وتابع: "يريدون بعد أن يأخذوا فلسطين، أن يأخذوا المسجد الأقصى، وكما فعلوا في المسجد الإبراهيمي، بتقسيمه بينهم وبين المسلمين؛ هؤلاء يريدون أن يفعلوا ذلك بالأقصى". ويتخوف المسلمون من أن يشهد المسجد الأقصى تكراراً لسيناريو تقسيم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة؛ حيث قسمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسجد، الذي يعتقد أنه بني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى جزأين أحدهما للمسلمين والآخر لليهود، وذلك بعد قيام يهودي متطرف عام 1994 بقتل 29 مصليا أثناء أدائهم صلاة الفجر. كما حذّر القرضاوي من محاولات إسرائيلية لهدم المسجد الأقصى، قائلاً "هؤلاء يريدون أن يفاجئونا بيوم من الأيام بانهيار هذا المسجد". ودعا الفلسطينيين والأمة الإسلامية للتنبه وتحدي تلك المحاولات، وقال "نحن ننادي الأمة أن تتنبه إلى ما يجري في أرض فلسطين، كل يوم لديهم خطط جديدة ونحن غافلون". وأعلن نشطاء من حزب الليكود الإسرائيلي يتزعمهم نائب رئيس الكنيست (البرلمان) موشيه فيغلين، مؤخراً عن مقترح مفصل لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً، ومكانياً بين المسلمين واليهود، وذكروا أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي قريباً. في سياق متصل، اعتبر رئيس الاتحاد في خطبته أن الحكام العرب في شتى البلدان منشغلون بـ"عمليات القمع والإرهاب لشعوبهم الحرة تاركين الحدود لـ"إسرائيل" لتعبث بها". وطالب القرضاوي أولئك الحكام ممن أسماهم بـ"سارقي الثورات" بأن يكفوا عن "ظلم" شعوبهم العربية، قائلا: "أيها الظلمة أرجعوا إلى الحق، أرجعوا إلى الله".