رغم صغر سنهم فخمستهم في السابعة عشر، إلا أن مكانهم "محفوظ" على القهوة (المقهى).. وسط نابلس. بكر ماهر وأصدقاؤه يواظبون يوميا على الالتقاء وتمضية الوقت في المقهى في لعب الشدة"الكتشينة" و"الطرنيب" و"التركس" ويبقوا على هذه الحال حتى ساعة متأخرة ليلا قبل الافتراق والاتفاق على الالتقاء مجددا في اليوم التالي. يستقيظ بكر كالكثير من أبناء جيله الذكور والأناث في فترة متأخرة من النهار، ويبقى لا يفعل شيء طيلة الوقت إلا مشاهدة التلفزيون. يتابع "انا على هذه الحال منذ ثلاث سنوات تقريبا، حاولت في إحدى العطل أن أعمل، لكنني لم استمر، والبعض من زملائي قام بذات الأمر إرضاء لوالديهم الذين كانوا يصرون عليهم أن يلتحقوا بالعمل حتى يعتمدون على ذاتهم.. وبلهجة استهزائية يقول "إذا الكبار مش لاقيين شغل شو نعمل "إحنا". [color=red][title]مهووس نت[/title][/color] بالقرب من المكان كان هناك مقهى آخر لكنه مخصص للانترنت، غالبية من بداخله من الشباب. أحمد منشغل في الطباعة على الكيبورد فهو يتحدث مع مجموعة من أصدقائه عبر "الشات" بلغة إنجليزية معربة. يصف نفسه بـ"مهووس نت"، ويمضي ساعات طويلة من يومه أمام شاشة الكمبيوتر، ويقول لـ"فلسطين الآن": "انا في السنة الثانية في كلية التربية "ومش منزل صيفي" امضي وقت فراغي على الانترنت لاني مشترك باكثر من "جروب" وعندي كثير اصحاب على المسنجر. [color=red][title]حال البنات[/title][/color] وإذا كان الشبان الذين يخرجون ويرفهون عن انفسهم يشكون من الفراغ والملل، فكيف الحال بالفتيات التي تجبرهن العادات والتقاليد على البقاء في المنزل!!. نورة فتاة في السادسة عشرة من عمرها، أنهت الصف العاشر بمعدل ممتاز، واختارت أن تكمل طريقها في الفرع العلمي على أمل أن تدخل كلية الصيدلة. تؤكد أنها تشعر بحالة ملل وضجر كبيرين جدا ولا تجد ما تفعله خلال ساعات النهار الطويلة سوى النوم لوقت متأخر ومن ثم مساعدة والدتها في اعمال المنزل ومشاهدة التلفزيون. [color=red][title]العمل .. محاولة [/title][/color] وإذا كان من تحدثنا إليهم من الشباب لم يواظبوا على العمل في العطلة الصيفية، فإن ياسر أحمد -18 عاما- لم يسترح سوى يوم واحد بعد الانتهاء من تقديم الامتحانات ليلتحق بعدها بمنجرة خاله التي دأب على العمل بها خلال العطلة منذ أن كان صغيرا. يقول "أقارن نفسي بغيري ممن لا يعملون أجد الفرق شاسعا، صحيح أنني اتعب وهم يجلسون في بيوتهم ويشاهدون التلفزيون أو يذهبون إلى المقهى لكنني املك صنعة قد تفيدني مستقبلا إن خذلتني الدراسة". [color=red][title]المخيمات والمكتبات[/title][/color] ليس العمل هو الحل الوحيد لتمضية الوقت، فـ"أبو محمد جود الله" سجل ابناءه الثلاثة في مخيم صيفي تنظمه مؤسسة شبابية في منطقته. يقول "هذا أفضل حل لهم ولنا، فلو بقوا في البيت فستزيد المشاكل بينهم وستنعكس على والدتهم التي لن تستطيع القيام بمهام المنزل بسببهم، إضافة لهذا فالمخيم حماية لهم من البقاء في الشوارع، إضافة لكونه ينمي مهاراتهم". اما ميس فهي تحضر بصورة شبه يومية للمكتبة لقراءة بعض القصص والكتب المفيدة وهي تشجع الأخريات على الاستفادة من وقتهم في ما يعود عليهم بالنفع. الأخصائية الاجتماعية هناء مسعود من نابلس أكدت أن معظم الأطفال وحتى الشبان من الجنسين في فلسطين يعانون من أوقات فراغ طويلة خاصة في العطلة الصيفية في ظل عدم وجود أماكن ومراكز ترفيهية كافية، إضافة لعدم قدرة الأهل في كثير من الاحيان من تسجيلهم في مراكز ومخيمات صيفية لتدني وضعهم المادي. وتضيف "العطلة الصيفية فرصة كبيرة للاستفادة من الطاقات الكامنة في الشباب، وهي بحاجة إلى مشروع وطني شامل ومتكامل، تشترك فيه كافة المؤسسات الرسمية والأهلية، التي تأخذ على عاتقها استيعاب أكبر عدد ممكن من هؤلاء مما سيعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة العظيمة من جهة ويساعد في التخلص من بعض الظواهر السيئة من جهة اخرى".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.