23.26°القدس
22.67°رام الله
21.64°الخليل
24.71°غزة
23.26° القدس
رام الله22.67°
الخليل21.64°
غزة24.71°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

خبر: غاز الطهي.. الضيف الذي طال انتظاره

تفاقمت أزمة غاز الطهي في قطاع غزة وأضافت عبئاً جديداً ثقيلاً على كاهل المواطنين الذين يعانون العديد من الأزمات التي أنتجها الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ سبع سنوات. الأزمة بدأت تلوح في الأفق منذ 5 أشهر على الأقل، وحاول المسؤولون العمل على حلّها قبل دخول فصل الشتاء الذي تزيد فيه كمية الطلب والاستهلاك لغاز الطهي، إلا أن جهودهم باءت في الفشل بسبب الرفض الإسرائيلي زيادة كميّة الغاز الوارد إلى غزة، ما دفع المسؤولين بغزة لوضع آلية لـ"إدارة الأزمة". ويحتاج قطاع غزة نحو 250 طنًا في اليوم، فيما متوسط الكميات الواردة يوميًا عبر معبر كرم أبو سالم تصل إلى 160 طن في أيام عمل تقل عن 20يومًا، أي بنسبة عجز تزيد عن 50%، بحسب إحصائية صادرة عن جمعية أصحاب محطات البترول في غزة. في الماضي، كان سكان قطاع غزة يعمدون لاستخدام الكهرباء كبديل للغاز عند انقطاعه، إلا أنه في ظل انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن 12 ساعة يومياً مقابل 6 ساعات وصل فقط، أصبح من "الذكريات الجميلة" لأهالي غزة. [title]إشعال الحطب[/title] حاجة الناس لطهي طعامهم وإعداده، دفع كثيراً من العائلات التي نفذ من عندها غاز الطهي لاستخدام الطرق القديمة في طهي الطعام من خلال إشعال النار باستخدام الحطب والأخشاب. ووسط غلاف من الدخانٌ الأسودٌ تجلس الأمهات الفلسطينيات لإعداد الطعام لأبنائهم، رغم الأخطار الصحية الجسيمة الناجمة عن استنشاق هذا الدخان. "أولادي بحاجة للأكل، وفشّ (لا يوجد) غاز لأعدّ لهم الطعام، عشان هيك (لذلك) أنا بأضّطر أولّع (أشعل) الحطب والخشب وأجلس وسطه لإعداد الطعام"، بهذه الكلمات لخّصت أمّ محمد (47 عاماً) لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" ما تفعله وسط الدخان. وأضافت "قطعوا الكهرباء علينا أكثر من 12 ساعة قلنا مش مشكلة بنعيش ع ضوّ القمر، لكن هالحين قطعوا علينا الغاز كمان، كيف بدي أأكّل أولادي؟". الغُرفة التي تجلس فيها (أمّ محمد) تحوّل لونها من الأبيض إلى الأسود الداكن بفعل سحب الدخان المتصاعد من فرن إعداد الخبز والطعام. وبعد نوبة خفيفة من السُّعال بسبب الدخان المتصاعد، ختمت الأمّ حديثها لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" بالقول "كنّا في الماضي نستخدم الكهرباء عند انقطاع الغاز، واليوم لا كهربا ولا غاز ولا حتى كاز". [title]جهود الحل[/title] جمعية أصحاب محطّات البترول في قطاع غزة أعلنت أنها توصّلت لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي لبدء ضخّ غاز الطهي إلى قطاع غزة عبر خطّ جديد. وبحسب الجمعية فإن كمية الغاز التي ستصل عبر الخط الجديد تقدّر بـ220 طنا بشكل يومي، في حين أن الكميات المدخلة يوميا تصل لـ120 طنا ولا تكفى لقطاع غزة، الذى يحتاج كحد أدنى من 250-300 طن يومياً. ومن المقرر، بحسب الوعود الإسرائيلية، أن يبدأ ضخّ غاز الطهي إلى غزة عبر الخطّ الجديد غداً الأحد. وفي انتظار ما تسفر عنه الأيام القريبة القادمة، يترقّب الغزيّون فرجاً يخفّف أو يرفع عنهم الحصار الذي شمل كافة مناحي حياتهم اليوميّة، وكلّهم إيمانٌ أن الليل –مهما طال واشتدّت حلكته- فلا بد من شمس تبّدد ظلمته بإشراقها.