زادت معاناة عائلات فلسطينية في البلدة القديمة من مدينة الخليل بأن تكون منازلها في مأمن من الشتاء التي تتسرب إليها بسبب منع قوات الاحتلال إعمارها . وتعيش مئات العائلات الفلسطينية في منازل قديمة تحتاج لترميم دوري، تمنع قوات الاحتلال أن تصل الآليات والمعدات إليها بسبب إغلاق الشوارع والمنافذ إليها تحت الحجة الأمنية . وكان تقرير تلفزيوني كشف عن حالة مأساوية لعائلة المواطن بدوان أبو ميالة التي تعيش في منزل تحول إلى مسرب لمياه الأمطار، بعدما بدأ سقف المنزل بالتساقط على ساكنيه العشرة، ومازالت نوافذه مصدرا لرياح برد لا يشفع لها أي محاولة لإيجاد مصدر تدفئة . وتعيش عشرات العائلات في المنقطقة الحالة ذاتها، فرغم محاولات إعمار بعض المنازل من قبل لجنة إعمار الخليل، لكن مناطق أخرى في البلدة القديمة تغلق قوات الاحتلال مداخلها بالبوابات الحديدية والاسمنت، يعاني سكانها من إهمال رسمي في دعمهم، ومن شتاء يتسبب لهم بالمرض والبرد . [title]معاناة الأهالي[/title] ويقول حافظ عايش من سكان البلدة القديمة أن الشتاء له معاناة أخرى على السكان مع معاناة الاحتلال، فسنويا تغرق شوارعها في الشتاء الذي لا يجد مصرفا يخرج منه، وتتحول المحال التجارية إلى برك مياه، أما السكان فيضطرون لابتكار أساليب للتنقل عبر عربات الخشب أو القفز من منزل إلى أخر . ويضيف أن قوات الاحتلال تزيد المعاناة باقتحاماتها الليلة للمنازل في ظل البرد القارس، وإجبار المواطنين على الخروج للعراء بحجة التفتيش، أو تقوم بإيقاف الشبان بشكل أكبر ولمدة طويلة تحت الشتاء خاصة خلال ساعات الليل . وزادت معاناة سكان البلدة القديمة كما هو حال باقي المواطنين بسبب ارتفاع أسعار الوقود في الضفة الغربية رغم أنها انخفضت عالميا، حيث ارتفع سعر اسطوانة الغاز التي قد تستخدم للتدفئة المنزلية إلى ما يقارب 20 دولار . [title]مخاطر مصادر التدفئة[/title] ويخشى السكان من أن اشعال بعض مصادر التدفئة مثل الحطب قد يتسبب بحالات اختناق كما جرى في حوادث سابقة راح ضحيتها مواطنون، بسبب طبيعة بناء المنازل القديمة، بالإضافة لصعوبة وصول سيارات الإسعاف والإطفاء . ويساهم المستوطنون بشكل كبير في زيادة معاناة المواطنين عبر قيامهم بإلقاء الحجارة على نوافذ المنازل وتكسيرها خلال فصل الشتاء، بالإضافة لإحراق الأخشاب التي تكون في محيطها، والاعتداء على المواطنين خلال ساعات الليل مستغلين غياب الإضاءة أو تخريبها . ويخشى المواطنون أن تتسبب أي عاصفة ثلجية متوقعة في تحولها إلى بركة مياه، تجرف المحال التجارية أو تتسبب بانهيارات في بعض الجدران والمنازل القديمة .