30.55°القدس
30°رام الله
29.42°الخليل
29.71°غزة
30.55° القدس
رام الله30°
الخليل29.42°
غزة29.71°
الإثنين 24 يونيو 2024
4.76جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.76

خبر: "برد كانون" يُنعش ذكريات الانتفاضة بالضفّة

تعيش الضفة الغربية المحتلة على وقع ذكرى الانتفاضة الأولى، لا سيما أن شرارتها التي انطلقت في كانون أول 1987م، كانت في أجواء الشتاء والبرد القارص. ويستذكر المواطنون تلك الفترة التي تعيد ذاكرتهم إلى الحجر والمقلاع -وهما أداة مقاومة الاحتلال- عندما بدأت في جباليا بقطاع غزة، رداً على قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز "إريز"، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين المحتلة عام 1948. كان شتاء عام1987م، بركان الغضب في وجه المحتلين، وثورة الأحرار في وجه الغزاة، فقد تزامنت الخيرات سوياً عندما أمطر الله فلسطين برحماته وتعانقت مع ولادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وانطلاق فعاليات انتفاضة الحجارة. ورغم قسوة الأجواء إلا أن حرارة الوطن وحي الأرض اشتعلت في قلوب الفدائيين في فلسطين لتكون ناراً تحرق الغزاة المحتلين. [title]مفاصل مهمة [/title] وتعد الانتفاضة الأولى من المفاصل المهمة في تاريخ القضية والشعب الفلسطيني، حين وضعت المحتل عارياً أمام العالم الذي رأى انتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين من الأطفال والنساء والتعذيب الوحشي، خاصةً عندما أمر إسحاق رابين تطبيق سياسة تكسير العظام، التي بدأها في نابلس، ما أشعل فتيل الإنتفاضة وزاد من حدتها. وعمّت موجة سخط لدى الفلسطينيين الثائرين في وجه الاحتلال، وقُوبل بتصعيد جديد وادخال قوات حرس الحدود إلى الضفة وغزة التي تعرف بعنفها وعنجهيتها في مواجهة الاحتجاجات، وكذلك عمد المحتلون إلى زعزعة قوة المنتفضين باستحداث القوة الخاصة بلباسها المدني لإضعاف التنظيمات الفلسطينية واعتقال المقاومين. [title]إعلام الانتفاضة [/title] كان الاحتلال ينفرد بالتغطية الإعلامية في بداية أيام الانتفاضة، ويشوه صورة المدنيين العزل ويصور للغرب "إرهاب الفلسطينيين" محرضين على ثورتهم. ثم بدأت بعض القنوات والصحف العربية والأجنبية تغطي الأحداث ولكن بحذر وليس بالمستوى المطلوب، لقوة ومتانة علاقة إسرائيل بالغرب وفرض قوتها العسكرية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط. أما المنتقضين الفلسطينيين، فقد خطوا بشعاراتهم وكتاباتهم على الجدران شكلاً جديداً للإعلام، أطلعوا عبره العالم على انتفاضتهم، وأطلعوا المجتمع الفلسطيني على بمجريات الأحداث، بترتيب منظم كلٌ حسب تنظيمه. وتطورت الشعارات حتى أصبحت وسيلةً لنقل التعليمات المباشرة كفرض الإضرابات وإغلاق المدن والمحال التجارية، حتى وصل إلى طباعة بيانات الانتفاضة وأهم أحداثها على الورق وتوزيعه باليد على عموم الشعب الفلسطيني. دفء الأحرار واليوم يُنشّط الشتاء في كل عام عزيمة الفلسطينيين الذين يستشعرون أيام البطولات ولحظات الصمود الأسطوري في وجه المحتل. ولعل وجود الأسرى في سجون الاحتلال منذ عام 1987م، يشكل لوحة من التاريخ المشرف في حياة أحرار فلسطين، الذين خطوا سبيل التحرر حتى وصوله مراحل متقدمة من النضال الفلسطيني. وقد اعترف الإسرائيليون بأحقية وجود الشعب الفلسطيني بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين، وذلك بعد ثباتهم وتضحياتهم في انتفاضة الحجر. [title]مؤامرات.. يغسلها شتاءُ الانتفاضة [/title] ومرت القضية الفلسطينية بالكثير من العواصف والمؤامرات بدءاً من مؤتمر مدريد ووصولاً إلى اتفاقية أوسلو عام 1994، وتبادل الأراضي مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1995، رغم استمرار شرارة انتفاضة الحجارة، ليبقى شتاء فلسطين شاهداً على أعظم وأنقى قلوب زرعت فيها سنابل الجهاد والمقاومة، فالانتفاضة الأولى بمثابة نقطة التحول في حياة الشعب الفلسطيني المرابط، وما زال مجاهدو فلسطين يعيشون على نبض تلك الشرارة المبارك، ويستذكرون أحداثها في كل المناسبات.