25.52°القدس
24.93°رام الله
26.64°الخليل
26.73°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل26.64°
غزة26.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: النظام المريض يقلع عينه بيده

يبدو أن السلطات الجديدة في مصر دخلت في عداء مستحكم مع جماعة الإخوان في مصر. آخر قرارات العداء الاستئصالي كان إسقاط تهمة الإرهاب على الإخوان أفرادا وتنظيما، وترتب على هذا القرار جملة من القرارات التعسفية، التي لم تحظ برضا الرأي العام المصري، ولا برضا الرأي العام الدولي، وعبرت مصادر كبيرة عربية ودولية عن قلقها من مآلات الحالة المصرية. الجهة الوحيدة التي عبرت عن رضاها وعن قلقها أيضاً هي إسرائيل. يبدو أن مشاعر القلق الداخلي في مصر ، قد استولدت مشاعر القلق الخارجية بشكل علني، وهو ما لم تحتمله الدبلوماسية الخارجية المصرية من البيت الأبيض، واعتبرته تدخلا في الشأن الداخلي المصري. يبدو أن القلق في الدوائر الأجنبية مرده إلى قناعتهم بفشل التجارب الأمنية في قمع الأحزاب الأيديولوجية على مستوى العالم. أو قل ربما شعرت الدوائر الأجنبية الأكثر قلقا بعد تفجير مبنى الأمن بالدقهلية، وبعد نزع الشرعية عن الإخوان وتحويلها إلى جماعة إرهابية ، بوجود تيار استئصالي يستنسخ تجربة الجزائر، وهو خيار غير مريح لهذه الدول ومصالحها في مصر، كما لم تكن نتائجه مريحة لها بشكل مغرٍ في الجزائر. هذا لا يعني أن الدول القلقة ، أو الأكثر قلقا، تؤمن بالتحولات الديمقراطية في المنطقة العربية ، تحت مسمى الربيع العربي. لا أحد يصدق أن أميركا وإسرائيل ودول غربية أخرى تشجع على ولادة ديمقراطيات عربية حقيقية من خلال صندوق الاقتراع كما يجري في بلادهم، وبالذات حين يكون الفوز فيها راجحا لصالح التيارات الإسلامية. هذه الدول تبحث عن ولادة ديمقراطية تفوز فيها أحزاب تابعة لها في الفكر، ومشتركة معها في القيم، سواء أكانت ليبرالية أو يسارية، أو هجينا لا يملك رؤية مشتركة يمكنه قيادة البلاد وتحقيق النهضة. فإن لم يتوفر هذا الاحتمال فالجيش هو الخيار الأضمن لمصالح هذه الدول التي صدعت العالم بحديثها المعسول عن الديمقراطية. يبدو أن الاستخلاصات التي توصلت إليها هذه الدوائر الكبرى من قراءة تجربة السلطات في مصر بعد ٣/٧ تفيد بأن الأزمة تتعمق، وأن القادم مجهول، وأن المنطقة لا تحتمل ما يجري في مصر وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا، ولا تحتمل تأثيرات ما يجري على دول الخليج ، ومصالح أميركا والغرب وإسرائيل في المنطقة العربية. هذه الحالة المضطربة على نحو غير مسبوق في العقود القريبة الماضية، تنذر بحروب طائفية، وأخرى إثنية وعرقية، ومن ثم يمكن أن تسفر عن ولادة عسيرة لكيانات جدية من رحم كيانات موجودة، قد باتت الشغل الشاغل في هذه الأيام في مراكز الأبحاث، وعلى طاولة صناع القرار في الدول الكبرى. والغائب الوحيد عن طاولة التخطيط للمنطقة العربية، هو العربي نفسه، وهذا يذكرنا بغياب الخلافة التركية، عن تخطيط ( سايكس بيكو) حين أسمت بريطانيا وفرنسا تركيا بالرجل المريض، واقتسموا بلاد الخلافة الإسلامية، دون مقاومة تذكر، وأسسوا لقيام إسرائيل، والحالة التى نحن فيها. فمنذ ذلك التاريخ وبلاد العرب نهب للاستعمار، ونهب للصراعات الداخلية، والحدودية، والإقليمية، والطائفية ، والعرقية بشكل أو بآخر. النظام العربي يقلع عينه الآن بيده، كما قلعت الخلافة التركية عينها سواء بسواء