يرزح مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق تحت الحصار المطبق منذ عدة أشهر، عقب فشل جميع الوساطات بين الجماعات المسلحة داخل المخيم وقوات النظام السوري الذي تحاصره من كل جانب وتمنع دخول أي مواد اغاثية إليه. وتظهر الصور المؤلمة التي تخرج من المخيم حجم الحالة المأساوية التي وصل إليها من يسكنه والذي يقدر عددهم بأكثر من عشرين ألف شخص معظمهم فلسطينيون إضافة لعائلات سورية هربت للمخيم بعد أن قصفت منازلها. [title]الموت جوعاً[/title] وقضى العشرات من أهالي المخيم جوعاً، غالبيتهم من النساء والشيوخ والأطفال، ولم تفلح المناشدات التي أطلقتها المؤسسات الدولية أو المحلية لإغاثة أهالي المخيم، والتي كان آخرها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة. ويفيد العديد من النشطاء داخل المخيم في رسائل اعلامية متعددة ان الجوع والموت ينتشر في جنبات المخيم، ويقتصر طعام المحاصرين منذ سبتمبر الماضي على البصل والفجل وبكميات قليلة جداً، وذلك بعد أن انتهى بشكل كامل كميات العدس التي كانت مخزنة عند بعض الأهالي والتجار، والذي وصل سعر الكيلو غرام الواحد منه إلى 80 دولاراً، وسعر كيلو الأرز إلى 42 دولاراً، كما واضطر البعض لأكل الأعشاب وأوراق الشجر. [title]سادية في القتل[/title] وفي صورة مؤلمة للغاية انتشرت على صفحات الفيس بوك تظهر مدى البشاعة والقساوة التي يقوم قوات الأسد وشبيحته ضد أهالي المخيم، حيث تظهر الصورة "كيس من الخبر مربوط بخشبة في مدخل أحد شوارع المخيم، ولدى اقتراب أي أحد من أهالي المخيم الجوعى للكيس يتم قتله بنيران قناصة الأسد". [img=012014/view_1389429376.jpg]طفل توفي بسبب نقص الغذاء[/img] وعلى الرغم من تقديم العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية لمواد غذائية وإغاثية للمحاصرين، إلا أنها فشلت في إدخالها للمخيم منذ أشهر، حيث تقوم قوات الأسد وأحياناً بعض الجماعات المسلحة في المخيم النار على قوافل الإغاثة التي تحاول الدخول إلى المخيم، فتضطر للعودة من حيث أتت. وكان آخر تلك المحاولات التي تمت يوم الخميس الماضي، حيث تمكنت قيادة الثورة السورية وبالتعاون مع بعض الجهات بتوفير أكثر من 5000 حصة غذائية من حي الزهراء القريب، وعند محاولة تلك القافلة الدخول إلى المخيم منعها شبيحة الأسد وقاموا بنهب الحصص الغذائية ليل الخميس – الجمعة. [title]مسيرات وحملات تضامنية[/title] من جانبهم، خرج أهالي مخيم اليرموك في مظاهرة عقب صلاة الجمعة من جامع فلسطين طالبوا فيها بفك الحصار عن المخيم وتحييده عن الصراع وخروج المسلحين منه وعودة الأهالي وإدخال المساعدات الدوائية والغذائية وحليب الأطفال . وكان العديد من النشطاء على الفيس بوك قد أطلقوا حملة إغاثية تحت عنوان "أنقذوا مخيم اليرموك"، حملة توفر قاعدة بيانات كاملة عن أرقام المحاصرين والنازحين اضافة الى الشهداء والمصابين. [img=012014/view_1389429252.jpg]حملة أنقذوا غزة[/img] كما وقام سكان قطاع غزة بحملة كبيرة عقب صلاة الجمعة من أجل جمع التبرعات لسكان المخيم، وشراء المواد التموينية والإغاثية وإرسالها لسكان المخيم. [img=012014/view_1389429377.jpg]مسيرة في غزة للتضامن مع أهالي اليرموك[/img] وأظهرت العديد من الاحصائيات أن عدد الشهداء في المخيم وصل إلى 1873، منهم 345 نتيجة القصف، و111 نتيجة القنص، و100 بعيارات نارية، و83 بسبب مجهول، و37 نتيجة التعذيب، و33 نتيجة الجوع، و4 إعدام ميداني، و7 أعمال تفجير، و7 نقص العناية الطبية.