عندما ينطلقُ جيلُ التحريرِ وفتيةُ النصرِ المظفر، وحناجرهُم تهتفُ اللهُ أكبر، وأقدامُهم تزلزلُ الأرضَ وأكثرَ، وسواعدُهم تطلقُ نيرانَ الانتقامِ وكأنها أُسدٌ تزأر، وسبابتُهم تعاهدُ ربَها أنها ستمضي على العهد وتثأرُ. هُنا مخيمات الفتوة التي انضم إليها خيرةُ فتيان الوطنِ ليمضوا على دربِ المجاهدين الأطهارِ الذين ضحوا بأرواحِهم وأنفسهم فداءً لربهم ومن ثم فداءً وذوداً عن حياض وطنهم وأمتهم وعروبتِهم. فتيانٌ نشأوا على طاعة ربهِم وعلى موائد القرآنِ قرروا أن يحيوا أبطالاً أقوياء لا يقبلونَ الدنيةَ في دينهِم، يدافعونَ عن بلادِهم وأوطانِهم بكل قوةٍ، فصمموا على المضيِ قدماً في تدريبِهم وتأهيلهِم ليواجهُوا كل صعاب المرحلة القادمة. زارت وكالة "[color=red]فلسطين الآن[/color]" مخيمات الفتوة في شمال قطاع غزة، والتقطت عدستُها أبرز اللحظات والتدريبات التي تصورُ مخيمات الفتوة. [img=012014/view_1389534158.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534165.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534173.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534181.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [title]تطوير الشخصية[/title] الأستاذ زياد ثابت بيّن أن برنامج الفتوة يُعمل به في دول العالم كافة، وهدفه تطوير شخصية الطالب في المجالات المختلفة، وتحسين قدراته البدنية وتعريفه بوطنه وعدوه، والمخططات الإسرائيلية، وكيف يمكن دحر الاحتلال. وأوضح وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية أن برنامج الفتوة يهدف أيضاً إلى تعريف الطالب بالجوانب والوسائل الأمنية، والتعرف على عملية الإسقاط الإسرائيلية في وحل العمالة والمخدرات، كما يتضمن البرنامج التدريب على العديد من الأسلحة وأنواعها وكيفيه استخدامها لمواجهة العدو الإسرائيلي. ويتدرب الطلابُ في مخيمات الفتوة لمدة أسبوع كامل في الإجازة الشتوية، ويتم توفير الإمكانيات كافة لتحقيق الأهداف السابقة. وأكد ثابت وجود برنامج خاص في دليل المدرب، وتم تخصيص حصة واحدة لبرنامج الفتوة للصفين العاشر والحادي عشر والاهتمام بالطلاب خلال العام الدراسي، كما رصدت درجات للطلبة ببرنامج الفتوة في الشهادة المدرسية. [img=012014/view_1389534187.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534192.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534198.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [title]صراعُ العقول[/title] "نسعى لإعداد جيلٍ قادرٍ على مواجهةِ التحديات والصعوبات القادمةِ، ونصنعَ منهم رجالاً أقوياء قادرين على الاعتمادِ على أنفسهِم وأن يكونوا على قدر المسئولية" .. هكذا بدأ المدرب في مخيمات الفتوة عبيدة أحمد حديثه لـ "[color=red]فلسطين الآن[/color]". وأضاف "الاحتلالُ الإسرائيلي يسعى بكل الوسائل والطرق المتاحة لديه، لإسقاط الشباب الفلسطيني وحرفِهم عن بوصلة الجهاد والمقاومة والدفاع عن أوطانهم، وتشتيت أفكارهم وشغلهم بالملهيات التافهة، ليوقعهم في وحل العمالة أو الرذالة، أو على الأقل نسيان وطنهم وقضيتهم الحقيقية". وأكد المدرب عبيدة أنها حربُ عقول بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي على الاستيلاء على عقول الشباب الفلسطيني بطرقٍ شتى، مبيناً أن مخيمات الفتوة حققت حتى اللحظة نجاحاً باهراً في استقطاب الفتية الفلسطينيين وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة. [img=012014/view_1389534203.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534208.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [title]الحلمُ .. تحرير فلسطين[/title] الفتى محمد الكرد (16 عاماً) أحد الفتية المشاركين في مخيمات "الفتوّة"، يقول لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن سبب مجيئه إلى هذا المخيم "يرجع لرغبته الكبيرة في تربية نفسه تربية سليمة، وإبعاده عن الملهيات في ظل الإجارة النصف فصلية". ويحلمُ محمدٌ أن يصبحَ مجاهداً في سبيل اللهِ ويحملُ بندقيته في وجه أعدائه، وينتقم ممن قتلوا أبيه وعمه، ويساهم في تحرير أرضه من الإسرائيليين المحتلين. أما الفتى كرم مطر (15 عاماً) فيؤكد أن هذه المخيمات تهدفُ إلى تكبيرِ عقول الشباب وعدم انجراراها إلى فتات الأمورِ وصناعةِ جيل جهاديِ قويٍ. ويضيف مطر أنهم سيخرجون من هنا رجالاً مجاهدين مقاومين أبطالاً حاملين هم وطنهم، متمنياً في الوقت ذاته أن يستمر في عطائه وجهاده حتى يحرر أرض بلاده المسلوبة. [img=012014/view_1389534214.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534219.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534225.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [title]أعداد تتزايد[/title] وتستغل وزارة التربية والتعليم الإجازة الشتوية للتفرغ بتدريب الطلاب خمس ساعات يومياً، وتربيهم على الانضباط والأخلاق والالتزام. ويلتحق الطلاب ببرنامج الفتوة الذي يهدف لتنمية قوة الشخصية للطلاب، بعد أخذ موافقة ولي الأمر. وكان العام الماضي هو العام الأول في برنامج الفتوة ووصل العدد إلى 4500 طالب في العام الماضي، أما في العام الحالي فقد وصل العدد لـ13 ألف طالب. وأعلنت وزارة التربية والتعليم أن الحكومة ستخرج الثلاثاء المقبل 13 ألف طالباً من الملتحقين بمخيمات الفتوة، وأن المهرجان سيكون تحت رعاية وحضور رئيس الوزراء إسماعيل هنية والدكتور أحمد بحر ووزراء الحكومة ونواب المجلس التشريعي. وسيقام الحفل في ملعب اليرموك بمدينة غزة وسيتضمن مناوراتٍ حية بالرصاص ومحاكاة للتدريبات التي تلقاها الطلبة خلال فترة الإعداد والتدريب. وتسعى الحكومة الفلسطينية إلى تخريج جيل شابٍ قادر على تحمل صعاب المرحلة، وأن يكون حاملا ً لهموم شعبه ووطنه. [img=012014/view_1389534936.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img] [img=012014/view_1389534230.jpg]جانب من التدريبات في مخيمات "الفتوّة"[/img]