25.52°القدس
24.93°رام الله
26.64°الخليل
26.73°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل26.64°
غزة26.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: البقاء لله

في يناير ٢٠١٠ اغتال الموساد الإسرائيلي محمود المبحوح رحمه الله ، على خلفية أنه أحد أهم القنوات لتوريد السلاح إلى حركة حماس. بعد أن اكتشف سلطات دبي الجريمة، امتلأت وسائل الإعلام بالصور والتحليلات التي تدين الموساد الذي استخدم أعضاؤه جوازات أجنبية للدخول إلى الإمارات والخروج منها بعد التنفيذ. في تلك الأيام اتجهت الإمارات وفلسطين والعالم إلى اتهام الموساد، وطالبوا من (الإنتربول ) مساعدتهم لإلقاء القبض على القتلة. ولكن لم يعتقل أحد أحداً ؟!، وصمت ( الإعلام والقانون ) عن الجريمة بحفظ الأوراق. في يناير ٢٠١٤ استقبلت الإمارات (سيلفان شالوم) وزير الطاقة الإسرائيلي والفريق المرافق له لحضور مؤتمر دولي عن ( الطاقة المتجددة) يعقد في دبي. سيلفان شالوم النائب المحتمل لنتنياهو في قيادة الليكود ألقى كلمة دولة الاحتلال في المؤتمر. جميع المشاركين العرب استمعوا للكلمة باهتمام وحسن إصغاء، إلا مندوب دولة الكويت الذي انتصر للعروبة والمبادئ وغادر المؤتمر محتجاً على مشاركة (إسرائيل) في أعمال المؤتمر. كل التحية للكويت. العتب كل العتب نوجهه إلى العرب المشاركين الذين استمتعوا بالسماع لشالوم، ونسأل : هل هذا الحضور لشالوم يعني إغلاق ملف المبحوح، وإسقاط التهمة عن الموساد الإسرائيلي؟! أم أننا كنا في ٢٠١٠ أمام فيلم هندي لإشباع الغرور؟! هنيئا لإسرائيل ، لقد بات العالم العربي متفهماً لوجودها وسياساتها، ربما تفهم أفضل من تفهم محمود عباس، وباتت المقاومة ابنة (البطة السوداء)، التي تحظى بقمع عباس، وبحصار العرب. لم يكن حضور شالوم إلى دبي تطبيعاً؟! هكذا قال أحد الوزراء؟! إنه مجرد حضور لمؤتمر وإلقاء كلمة لا أكثر. التطبيع شيء أكبر من حضور المؤتمر، وقد اتفقت الدول العربية أنه لا تطبيع مجاني مع دولة الاحتلال. التطبيع مرتبط بقبول المبادرة العربية، أو بتوقيع اتفاق تسوية مع محمود عباس. والدول العربية والخليجية حريصة كل الحرص على جباية الثمن من )إسرائيل)؟! الكويت غفر الله لها مازالت متمسكة بالقديم التليد. في زمن القومية العربية لم تستقبل العواصم العربية ممثلي دولة الاحتلال في عواصمها، باستثناء حالات سرية قليلة لبعض الأنظمة. وفي هذا الزمن العربي كان العربي ينسحب مباشرة من متعة الاستماع (لشالوم ) بمجرد صعوده إلى الحديث من على أي منصة دولية أو إقليمية. الكويت هي من البقية الباقية المتمسكة بالقومية العربية، ومقاطعة شالوم، لأنها ترفض زمن (إسرائيل). ولأن لديها ديمقراطية راسخة فهي تحس إحساساً عميقاً بخطر ( شالوم) لا في فلسطين فحسب ، بل وخارج فلسطين أيضاً. لقد قتل شالوم محمود المبحوح في أغنى العواصم العربية في ٢٠١٠م ، وقتل القومية العربية في أروع عاصمة عربية في ٢٠١٤م، في مشهد حضره ممثلو النظام العربي قاطبة إلا من رحم ربي، وفي أيام الانعقاد العشرين للجنة القدس العربية في مراكش بالمغرب العتيد. رحم الله المبحوح، وحياتكم باقية من بعد القومية، والزمن العربي، وإنا لله وإنا إليه راجعون