على أبواب الشهرين يقف إضراب العاملين في وكالة الغوث في الضفة الغربية احتجاجًا على استمرار تجاهل الوكالة لمطالبهم- كما يقولون. كل يوم يمضي ينقل المزيد من المضربين إلى المستشفيات، دون أي بشائر تلوح في الأفق؛ لإنهاء الأزمة المتفاقمة التي أدت إلى شلل تام في الخدمات المقدمة للاجئين في المخيمات، حيث تتدهور الأوضاع المعيشية والصحية في المخيمات، ولا يجد الأطفال سوى الشارع ليمضوا فيه وقتهم بعد توقف الحياة التعليمية أيضًا. دعم متزايد لمطالب العاملين ووقفات تضامنية ومؤتمرات تساندهم في قضية باتت -بحسب البعض- قضية وطنية بالدرجة الأولى، وليست مجرد خلافًا نقابيًا. أوضح الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد أن الملف مرتبط بقضية اللاجئين التي تعد من الثوابت الفلسطينية التي لا خلاف عليها أبدًا، وأن المخيمات "هي بؤرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبقائها هو إثبات يومي على الجريمة التي تعرضوا لها بتهجيرهم قسرًا من مدنهم وقراهم وبلداتهم في فلسطين المحتلة عام 48". وعلى هامش مؤتمر نظم في نابلس، شدد سعد في حديث خاص لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" على أن قطع رواتب ما يزيد على خمسة آلاف موظف وموظفة يعملون في وكالة الغوث الدولية جريمة ضد الإنسانية "وهي عقاب جماعي لا مبرر له، وقرار جائر مناف لكل الأعراف والقوانين الدولية ومخالف لمبادئ ومواثيق الأمم المتحدة". وأكد سعد أن الإجراءات التي اتخذتها "الأونروا" بحق موظفيها المضربين عن العمل يأتي في سياق إنهاء عمل الوكالة تدريجيًا تمهيدًا لإغلاق ملف العودة، مشيرًا إلى أن ذلك لن يسمح به الفلسطينيون؛ لأن الوكالة أنشئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948. وطالب سعد العاملين في الوكالة بضرورة الالتفاف حول اتحادهم الذي "يناضل وبشراسة" ضد إدارة الوكالة التي تماطل في حل هذه الإشكالية "التي حرمت اللاجئين في المخيمات من حقهم في خدمات الصحة والتعليم". ورغم تأكيد اتحاد العاملين العرب انفتاحه على أشكال الحوار كافة، إلا في الوقت نفسه يأخذ على إدارة الاونروا عدم استجابتها للمبادرات المقدمة من أطراف عدة. [title]تقليصات مستمرة[/title] من جهته، أشار رئيس اتحاد العاملين في الوكالة شاكر الرشق إلى أن مسالة التقليصات التي تمارس هي تعسفية للغاية، موضحًا أنه بحسب الإحصائيات كان يوزع في عام 2006 نحو 270 ألف حصة غذائية، واليوم نتحدث عن 36 ألف حصة غذائية فقط، بنسبة انخفاض 78%. واستعرض الرشق احتياجات المخيمات والقضايا التي يعاني منها السكان في ظل الإضراب، لا سيما قضية التعليم الذي تعد الأهم، إضافة إلى احتياجات المخيمات والخطط الوطنية للتنمية وشمل المخيمات بها. ودعا حكومة الضفة الغربية ووزارة العمل بقيادة أحمد مجدلاني -على وجه الخصوص- إلى الوقوف عند احتياجات المخيمات وتضمينها بالخطة؛ لأن المخيمات بحاجة إلى مشاريع تنموية للتقليل من نسبة البطالة المرتفعة وللحد ومنع التخوف من ارتفاع معدل الجريمة والسلوك السلبي لدى الشباب. وقال إن :"ترك المخيمات لحل مشاكلها لوحدها خطأ يُرتكب بحقها، وعلى الجميع بما فيهم الحكومة أن تمارس دورها وتؤدي واجباتها تجاه المخيمات". ودعا إلى تضافر كافة الجهود من مؤسسات المجتمع المدني أيضًا؛ لعدم ترك المخيمات لمواجهة مصيرها لوحدها، وضرورة الاستجابة إلى احتياجاتها في خطط التنمية الفلسطينية. [title]تفاعل يومي[/title] وكان طلبة مخيم جنين قد نفذوا اعتصامًا أمام مبنى المحافظة دعوا خلاله؛ لإنهاء معاناتهم بسبب استمرار إضراب العاملين في الوكالة، وعدم استجابتها لمطالب العاملين فيها. وطالب رئيس اللجنة الشعبية لمتابعة إضراب الأونروا فخري تركمان، بالتحرك العاجل لإنهاء إضراب العاملين، الذي يؤثر سلبًا على الخدمات الحيوية والرئيسة في المخيمات. ودعا الطلبة المعتصمون المحافظ والجهات المعنية للضغط لحل مشكلة الإضراب، وإعادة العملية التعليمية إلى مجراها.