أجرى جراحون في السويد، أول عملية جراحية لزرع قصبة هوائية صناعية في العالم، كان فريق من العلماء في لندن قد ابتكرها، وقد تمت تغطيتها بخلايا جذعية من المريض الذي ستجري له الجراحة. ويقول العلماء، إن التقنية الجديدة لا تتطلب متبرعا للمريض، ولا توجد مخاوف من أن يرفض الجسم البشري العضو الصناعي، مؤكدين أن القضبة الهوائية الصناعية يمكن تجهيزها خلال بضعة أيام. وتشير التقارير، إلى أن حالة مريض السرطان الذي خضع للعملية الجراحية مستقرة، ويتعافي بشكل جيد بعد مرور شهر على إجراء الجراحة. وقاد فريق الجراحة الذي أجرى العملية الفريدة، البروفيسور الاسباني، باولو ماتشياريني، في مستشفى كارولينسكا الجامعية. وقال البروفيسور ماتشياريني في مقابلة مع "بي.بي.سي"، إنه يأمل في استخدام التقنية الحديثة لعلاج رضيع كوري، يبلغ من العمر 9 أشهر، ولد بتشوه في القصبة الهوائية. يذكر أن البروفيسور ماتشيارني، أجرى بالفعل 10 عمليات جراحية من قبل لزرع قصبة هوائية، أبرزها الجراحة التي أجريت لمريضة بالسرطان، وهي إسبانية تدعى كلوديا كوستييو، عام 2008، ولكن هذه الجراحات تطلبت متبرعا. لا حاجة للبحث عن متبرع أما التقنية الجديدة التي استخدمها ماتشياريني وفريقه، يتم خلالها تجهيز نموذج صناعي طبق الأصل من القصبة الهوائية للمريض، فلا توجد حاجة للبحث عن متبرع. واستعان ماتشيارني بفريق من الخبراء في بريطانيا، لإجراء الجراحة للمريض أنديماريام بيني، وهو طالب أفريقي يبلغ من العمر 36 عاما، ويدرس في السويد للحصول على درجة الدكتوراة في الجيولوجيا. وقام الفريق البريطاني بإجراء فحص على المريض، مستخدمين التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، ثم قام الفريق العلمي بجامعة لندن كولدج، باستخدام الصور لإعداد نسخة طبق الأصل من القصبة الهوائية للمريض، وشعبتين هوائيتين من الزجاج. القصبة الصناعية غلفت بخلايا المريض الجذعية ثم نقل العضو الصناعي إلى السويد، حيث وضع في المختبر داخل محلول من خلايا جذعية، تم الحصول عليها من نخاع عظام المريض. وتم ترك القصبة الصناعية في المحلول لمدة يومين، حتى امتلأت كل الفتحات الهوائية عن كاملها بالنسيج الخلوي. واستخدم الجراح أليكس سيفاليان، ومساعديه، الهيكل الصناعي الهش، لاستبدال القصبة الهوائية للمريض، التي كانت مصابة بورم سرطاني، وصل حجمه إلى حجم كرة غولف، ومنع المريض من التنفس. واستغرقت العملية الجراحية 12 ساعة، قام خلالها البروفيسور ماتشيارني باستئصال الورم والقصبة الهوائية، ووضع مكانها القصبة الجديدة. وقام الأطباء بزرع خلايا جذعية مبطنة، تم الحصول عليها من الجدار الداخلي لأنف المريض، لأنها لها القدرة على الانقسام والنمو، وستساعد العضو الجديد على التحول إلى عضو بشري يعمل بصورة طبيعية. الجسم تقبل العضو الجديد دون استخدام أدوية تساعد على ذلك والمثير في هذه الجراحة، أن المريض لن يتم حقنه بأدوية تساعد على قبول العضو الجديد، فالجسم تقبل القصبة الهوائية المزروعة المغلفة بخلايا المريض نفسه، وهو ما اعتبره البروفيسور ماتشيارني الانجاز الحقيقي. وأضاف ماتشيارني أن "الفضل يعود إلى النانو تكنولوجي، وهي فرع من فروع الطب التجديدي، ونحن قادرون الآن على إنتاج قصبة هوائية صناعية في غضون أيام". وأشار البروفيسور، إلى أنه يمكن استخدام هذه التقنية في المستقبل لإجراء عمليات إصلاح وتبديل أعضاء أخرى في جسم الإنسان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.