عبرت شخصياتٌ قياديةٌ ونيابيةٌ فلسطينية عن رفضها التام لتصريحات رئيس دائرة الإعلام بجامعة القدس المدعو غسان نمر، التي هاجم فيها حركة "حماس"، ووصفتها بالمسيئة للشعب الفلسطيني. وكان العقيد نمر الذي يشغل منصب مسئول العلاقات العامة في حرس الرئاسة، قال في مقابلة مع فضائية مصرية إن: "حركة حماس هي حركة "دموية"، وبأن تنظيم الإخوان المسلمين "إرهابي""، وأضاف إنهم "أعطوا "إسرائيل" والغرب الفرصة في الانفراد بالشعب الفلسطيني". [title]تحريض أعمى[/title] طالب القيادي في حركة حماس والنائب الشيخ حسن يوسف رئيس السلطة محمود عباس أن يوقف "أصوات النشاز الفلسطينية، التي تحرض على "حماس" في الإعلام المصري". وأوضح أن "مثل هذه الأصوات تعمق الهوة والخلاف بين أبناء مجتمعنا الفلسطيني، الذي نحن بصدد لملمة جراحه في سبيل الوقوف أمام المخططات الإسرائيلية التي تهددنا لنيل حقوقنا الوطنية المشروعة". وشدد على أن هذا التحريض يأتي في سياق مسلسل الكذب والخداع والافتراء على الحركة ومحاولة شيطنتها وشيطنة المقاومة في قطاع غزة، مضيفاً إن هذا التحريض لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي ولا يخدم أجواء المصالحة التي يجب أن تسود في هذه المرحلة". [title]دعوة للاعتذار[/title] وانتقد القيادي وصفي قبها بشدة تصريحات نمر، مؤكدة أنها تظهر حقداً دفيناً، وإنتهازية وتملقاً. وخاطب قبها نمر، قائلاً إنه "كان من الواجب عليه تحري الحيادية والمهنية والموضوعية التي انعدمت في كلامه، والعدالة التي غيبتها الأنا والعنجهية التنظيمية"، على حد تعبيره. وقال قبها: "إن من يتجرأ على فصيل شكل رأس الحربة في صد عدوانين على قطاع غزة من خلال الافتراء لا يريد الخير للشعب الفلسطيني، ولا يريد المصالحة والوحدة، وإنما يريد أن يتملق للانقلابيين الذين ينسجمون مع فكره ومواقفه الانقلابية". ووصف قبها تصريحات نمر بالتغريد بعيداً عن السرب الوطني، معبراً عن أسفه لصدورها عن عميد لكلية الإعلام، يعمل في جهاز أمني فلسطيني. وتمنى قبها على نمر أن يسترجع ما قال ويعتذر للشعب الفلسطيني الذي اختار حماس ممثلاً شرعياً له بأكثر من 60% من الأصوات، في إشارةٍ للانتخابات البرلمانية الأخيرة التي فازت فيها الحركة. [title]موقف انقلابي[/title] من جهته، ذكَر القيادي نزيه أبو عون المدعو نمر أن حماس ليست حركة انقلابية كما هو حال السلطة التي انقلبت على نتائج الانتخابات التي فازت بها حماس عام 2006، مشبهاً بين انقلاب السلطة عام 2006، والانقلاب في مصر على جماعة الإخوان المسلمين بانتخابات شبيهة. وأكد أبو عون أن على الذين رفضوا التجربتين في مصر وفلسطين لن يسمحوا للديمقراطية أن تحكم إن لم تأت بهم إلى سدة الحكم. وخاطب أبو عون نمر قائلاً: "الوطنية التي توزعها في مصر تصلح لمقاسك انت ومن لف لفيفك، فحماس قدمت قادتها قبل جنودها على مذبح الحرية، وحوصرت سنوات طويلة من أجل التخلي عن دورها الوطني ولم تفعل ولن تفعل". [title]دحبور: حديث بلغة العداء[/title] بدوره قال النائب إبراهيم دحبور أن الفريق المعادي للإسلاميين لا ينحصر في حيز جغرافي ومكاني معين، وهو فريق تجمعه لغة العداء للمشروع الإسلامي برمته. واستهجن النائب التناغم بين الانقلابيين في مصر وفلسطين في اللغة والاتهام والتشكيك الدائم وسوق الأكاذيب والترهات حول وجود الإسلاميين ودورهم وامتدادهم على رقعة العالم الإسلامي، والمحاولة المستمرة دون كلل أو ملل لشيطنة الإسلاميين ووصفهم بأبشع الأوصاف، والتنكر لتاريخهم السياسي والجهادي المشرف والناصع تجاه قضايا أمتهم. وقال النائب دحبور :"إن رمي الإسلاميين بالتهم يهدف لإلهائهم بالرد عليها واستنزاف طاقاتهم وأقلامهم ومفكريهم لدحض هذه التهم والدفاع عن أنفسهم، غير أن هؤلاء ينسون أن الإسلاميين ينتمون إلى ثقافة أمتهم ولم ينسلخوا عنها يوماً. [title]العملة والقرعاوي: مغالطات ضد المصالحة[/title] بدوره أكد النائب رياض العملة أن تصريح غسان نمر ملئ بالمغالطات غير المسبوقة على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس. وقال إن تصريحاته التي وصف فيها فصيل مقاوم كحماس بأنها حركة دموية وانقلابية، تأتي في إطار: "إرضاء الصهاينة ومن دار في فلكهم، وتدلل على الموقف الحقيقي من السلطة وقادتها تجاه المصالحة الفلسطينية". أما النائب فتحي القرعاوي فقال :"إن تصريح النمر يؤشر وبشكل واضح أن هناك جهات فلسطينية تسعى وبكل جهد إلى تسميم وعرقلة كل جهد يمكن أن يصب في صالح المصالحة ووأد الانقسام ". ووصف القرعاوي التصريح بالكلام المسموم الذي من شأنه زيادة التحريض على الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة الحية وانحياز كامل إلى القوى التي تهدد أمن الشعب الفلسطيني واستقراره. وأكد النائب أن من شأن تلك التصريحات إعطاء صورة مشوهة لنضال هذا الشعب ومقاومته التي قدمت من خيرة قادتها وأبنائها في حين ارتمى الآخرون ولهثوا خلف حلول وهمية. ودعا القرعاوي جامعة القدس والسلطة الفلسطينية والقوى الحية في الشعب الفلسطيني إلى إدانة تصريحات النمر واستنكارها؛ لأنها تصب في مصلحة الاحتلال والدائرين في فلكه، على حد وصفه. [title]عمارة: قالها الصهاينة من قبل[/title] وطالب القيادي في حركة حماس شاكر عمارة إدارة جامعة القدس بصفة خاصة إلى نبذ تصريحات غسان نمر، واعتبارها تصريحات مسيئة للشعب الفلسطيني بأكمله، ودعاها لردعه وأمثاله عن تشويه صورة الشعب الفلسطيني المقاوم وتاريخ نضاله. وقال عمارة: "إن حماس هي الشرعية الرسمية بعد فوزها ب 76 مقعداً في الانتخابات التشريعية، منبهاً إلى أن الاحتلال ومن يعمل لخدمته هم من يعتبرون حماس حركة دموية و"إرهابية" لأنها ترى بأن "إسرائيل" اغتصبت أرض فلسطين وشردت أهلها وترفض الاعتراف بإسرائيل وتقاوم الاحتلال". وقال عمارة: "إن من يقول أن حماس حركة "دموية وإرهابية" يكرر ما قاله قادة الاحتلال من قبله". واستشهد عمارة بأقوال لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن صعود حماس مماثل لصعود النازيين، وبأقوال سلفه أولمرت: "إذا ما تم تشكيل حكومة من حماس أو حكومة تشارك فيها حماس فإن السلطة الفلسطينية ستصبح داعمة للارهاب وسيتوجب على العالم وعلى "إسرائيل" مقاطعتها". وخلص عمارة إلى التساؤل:" فهل يعقل بعد ذلك أن نحرض على حماس ونصفها بأنها حركة دموية وانقلابية وغير وطنية؟".