24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: التهدئة بين الكنبة والحاجة

التهدئة حالة من حالات وقف إطلاق النار. وهو مصطلح مستحدث في الساحة الفلسطينية وفي الصراع مع المحتل. لا يوجد للتهدئة تكييف قانوني محدد، بينما يتمتع وقف إطلاق النار بمرجعية قانونية محددة. وتعد التهدئة القائمة بعد حرب (حجارة السجيل) نوعًا من وقف إطلاق النار الاضطراري بدون اتفاق موقع، وبتفاهمات عامة لا ترقى إلى الاتفاق. ويبدو أن حاجة الطرفين إلى التهدئة نابت مناب الاتفاق القانوني الملزم. يبدو أن مفهوم (الحاجة التي ترتبط بالمصلحة) عرضة للتبدل والتغيير، فما هو حاجة ملحة ومصلحة لطرف اليوم، عرضة لأن يتغير بسقوط هذه الحاجة وتلك المصلحة، لأسباب ذاتية، أو خارجية. لقد جرت مياه كثيرة في مجرى نهر التهدئة منذ حجارة السجيل وحتى اليوم، ولم تعد مصر هي مصر، ولم تعد سوريا وإيران هي سوريا وإيران، ولم تعد دول الإقليم هي دول الإقليم. وباتت دولة الاحتلال أكثر جرأة على غزة والمقاومة من ذي قبل، وترى أنها تستطيع فرض معادلات جديدة على مفهوم التهدئة غير المحدد أصلا. لم تلتزم دولة الاحتلال بتفاهمات التهدئة، لا على مستوى الأميال البحرية الستة، ولا على مستوى حق الفلسطيني بزراعة أرضه إلى نقطة الصفر مع الحدود الشرقية لغزة، ولا على مستوى إدخال مواد البناء والإعمار، ولا على مستوى وقف الاغتيالات، ووقف الاجتياحات الحدودية. كل ما قيل عن التفاهمات لم تنفذ دولة الاحتلال شيئًا منها إلا لأيام محدودة، ثم تنكرت لها أشد التنكر، غير أنها تمسكت بمطلب وقف إطلاق النار كما تفهمه هي، لا كما تفهمه المقاومة. كل شيء في التهدئة تقريبا تراجع، وانتهى، وبدأت دولة الاحتلال في فرض معادلات جديدة على غزة، فهي تريد من حماس أن تكون شرطيا يحرس الحدود، وتريد من المقاومة أن تتلقى الصفعات والقصف والاجتياحات والاغتيالات دون رد. فهل لم تعد دولة الاحتلال في حاجة إلى التهدئة؟! وهل تريد هدم التهدئة لأسباب داخلية، أم لأسباب خارجية، تتعلق بالوضع العربي وانشغالاته، ومعاداة بعضه للمقاومة؟!، أم لأن البيئة مواتية لفرض شروط (إسرائيل) على المقاومة؟! قد يختلف المحللون في الإجابة عن هذه الأسئلة، ولكن من المؤكد أن حاجة دولة الاحتلال إلى التهدئة لا تقل عن حاجة غزة إلى التهدئة. وإن معركة جديدة ستكون مؤلمة جدا للطرفين، ومن المؤكد أن المقاومة ترفض تغيير معادلة التهدئة القائمة، وأن حماس التي تدير الحكم في غزة لن تكون شرطيا لاحتلال أوجب الشرع مقاومته بكل سبيل ممكنة. ليس في التهدئة عيب إن كانت المقاومة في حاجة لها، وهنا يجدر بها ألّا تلتفت إلى المزايدات الرخيصة من الخصوم ، أو من حزب الكنبة، الذي يفسر الإعداد بأنه حالة هروب، وكأن العمل المقاوم سجال دائم بلا قواعد حاكمة، حتى الانتحار