23.34°القدس
23.03°رام الله
22.19°الخليل
26.69°غزة
23.34° القدس
رام الله23.03°
الخليل22.19°
غزة26.69°
الثلاثاء 09 يوليو 2024
4.73جنيه إسترليني
5.21دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.21
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: الاعتقال السياسي يهدد مستقبل "العامر"

على أمل الوعود، تعيش عائلة المعتقل السياسي صالح العامر، بأن تصدق هذه المرة وتسهم في تحرير نجلها المحتجز على ذمة جهاز "الوقائي" في سجن الجنيد بنابلس. القصة بدأت بعد أقل من أسبوع على إطلاق سراح الطالب الجامعي صالح العامر (24 عامًا) من بلدة "كفر قليل" جنوبي نابلس من السجن ذاته، حيث أعادت أجهزة الضفة، الأربعاء الماضي، اعتقاله دون تهمة تذكر، وعرضته في اليوم التالي (الخميس) على محكمة مددته مدة 15 يومًا على ذمة التحقيق. ومنذ لحظة اعتقاله أبلغ العامر ذويه أنه سيخوض إضرابا عن الطعام، لكنها قلقة أيضا على مستقبله وحياته الجامعية التي ما إن يتقدم خطوة حتى يرجعه الاعتقال السياسي خطوات للوراء. يقول والده سعدي العامر: إن "نجله طالب في سنته الثانية في كلية الشريعة بجامعة النجاح بنابلس، رغم أنه قد مضى نحو أربع سنوات على التحاقه بالجامعة، لكن الاعتقالات التي تعرض لها من السلطة والاحتلال سرقت منه سنتين كاملتين". وأضاف العامر لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "بأي منطق يمكن تفسير تكرار اعتقال صالح لدى جهازي المخابرات والوقائي(..) هنا أسبوع، يخرج من يعيد الجهاز الأخر اعتقاله لعشرة أيام.. يخرج ثم يعود أحد الجهازين لتلقفه من جديد، وهكذا يمضي عمره من زنزانة إلى أخرى". وعن التهمة الموجهة إليه، شدد العامر على أن نجله ملتزم دينيا وناشط طلابي، ولا يفرق بأي توجه وأخر"، لكنه تساءل "هل يعاقب طالب جامعي مثقف وواع ويزج به في السجون لأنه مقتنع بفكر سياسي مؤيد أو معارض؟؟ أليست الجامعات مهد الثورات في العالم اجمع!!. [title]تعذيب شديد [/title] ما ترددت العائلة في ذكره لمراسلنا هو تعرضه لتعذيب شديد وضرب مبرح على رأسه وظهره وصدره، لدرجة أن كراس تكسرت على جسده من شدة الضرب بعد عرض تقرير عنه على فضائية الأقصى خلال اعتقاله قبل الأخير. يقول والده "ابني له هامة طويلة وجسده قوي، لكنه عندما خرج من اعتقاله قبل الأخير من سجن الجنيد كان هزيلا وشاحبا، وفي حالة نفسية سيئة.. وتحت ضغط منا لمعرفة السبب، أبلغنا أن محققين الوقائي انهالوا عليه بالضرب المبرح بعد عرض قناة الأقصى لتقرير عنه، واستمروا بضربه عدة أيام، وعندما أتت الإعادة جروه من زنزانته للغرفة التي بها جهاز التلفزيون، ثم أعادوه للشبح عدة أيام عقابًا له. ولفت والده إلى انه تردد كثيرا في قبول الحديث لوسائل إعلامية أخرى، خشية على ابنه من جلادي السلطة، لكنه وافق على الحديث معنا كوننا نعمل في المجال المكتوب. قائلا "هدول برحموش حدا"، وتابع بلهجة محكية "نفسي أعرف ليش مصرين يعاملونا متل الأعداء.. مهما صار احنا بنضل أخوة ومن دم ولحم واحد.. بس في ناس منهم بصنفوا اللي بيخالفهم الرأي أنه عدو". وأبدى والد صالح استغرابه لغياب دور القضاء الفلسطيني وسكوته وصمته على ممارسات أجهزة الضفة، وكذلك ضعف دور لجنة الحريات والفصائل السياسية بشكل عام، وعدم وضعها حدا للاعتقال السياسي. [title]ملاحقات مستمرة[/title] أما والدته، فهي في حال صعب، وعندما وصلهم أن الوقائي يريد من ابنها صالح أن يسلم نفسه لهم، رفضت ذلك وطلبت منه عدم الذهاب. تصف تلك اللحظات قائلة لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "بعد اعتقال دام 23 يوما على الوقائي خرج وكان في وضع متعب للغاية، ومكث عدة أيام في البيت، وشجعته على العودة لجامعة والدراسة حتى يختلط بالأخرين وتتغير نفسيته، فوافق.. لكنه أبلغني بعد أن عاد من الجامعة أنه لاحظ "المندوبين" يتبعونه من محاضرة إلى أخر ويترصدونه في كل حركاته.. لم يكد يكمل جملته حتى أبلغنا أحد الأقارب أن الوقائي اتصل عليه وطلب منه ابلاغ صالح بضرورة تسليم نفسه". وتضيف "كان هذا نحو الساعة الرابعة من عصر الأربعاء الماضي 5-2-2014، فقلت له أن لا يذهب، فهو لم يفعل شيء، ولم يخرج من البيت إلا في ذلك اليوم فقط.. ولكن تحت إلحاح الأهل -خوفا عليه من بطشهم- ذهب لمقر الجهاز واعتقلوه". تكاد الدموع تترقرق في عينيها، لكنها مثال للأم الصابرة المحتسبة. تقول: "أفخر أنني أحسنت تربية ابني، وهو يسير على طريق الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.. لكنه أيضا مثل كل الشباب يسعى لإنهاء دراسته الجامعية، والعمل من أجل الزواج وتأسيس أسرة.. هذا يبدو الآن أشبه بحلم، بسبب تعاقب السلطة والاحتلال عليه". واعتقلت قوات الاحتلال صالح العامر أكثر من مرة لفترات متفاوتة، وفي كل مرة لم تكن أجهزة الضفة تمهله سوى أيام قبل اعتقاله، والتحقيق معه على التهم ذاتها. ويتساءل ذووه على أسباب تركيز السلطة على اعتقاله إما مع بداية الفصل الدراسي أو في فترة الامتحانات النهائية، مشيرة إلى ان ذلك مدروس ومخطط له من أجل الإضرار به وضياع مستقبله التعليمي. وبحسب الكتلة الإسلامية، فقد تعرض 46 طالباً جامعياً من مختلف جامعات الضفة الغربية للاعتقال من أمن الضفة خلال كانون ثاني الماضي من أصل نحو مائة مواطن تم اعتقالهم على خلفية سياسية.