انسابت قطرات المطر من سحب المزن، فاستبشر الزرع والضرع، واكتست الأرض بخضرتها، وعم السرور والفرح ربوع ساحل فلسطين الزراعي، لكن الفرحة ما لبثت أن تلاشت بفعل احتباس المطر من جديد. فبعد أن عمّ الخير من السماء أرض قطاع غزة وما حوله لمدة قرابة الأسبوع، في المنخفض الجوي الأخير، بات احتباس الأمطار والتباين الكبير في درجات الحرارة ليلاً ونهاراً، يهدد العديد من المنتجات الزراعية في القطاع المحاصر. المزارع طلب أبو طعيمة قال لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" : "محاصيل هذا الموسم من القمح والشعير والبزلاء وغيرها تضررت كثيراً بسبب احتباس المطر"، لافتاً النظر إلى أن المناطق الشرقية للقطاع هي المورد الأساسي لهذه المحاصيل وفيها نقص حاد في القطاع. وأوضح أبو طعيمة "أن قطاع من المزارعين أصبح يقوم بسقي المحاصيل عن طريق المياه "التفتوف والنفارات" حتى لا يخسر الموسم، ويستطيع الحفاظ على المحاصيل من الجفاف والموت المبكر". من جانبه أوضح المزارع عبد الحليم الناقة من خزاعة شرق خان يونس، وهو صاحب دفيئات زراعية، أوضح أن زراعة الدفيئات الزراعية تعرضت كغيرها من المحاصيل الأخرى في هذا الموسم لخسائر بسبب نقص كميات الأمطار، مشيراً إلى المزارعين يحاولون تجميع مياه الأمطار عند هطولها في بركة تجميع خاصة والاستفادة منها في ري مزروعات الدفيئات الزراعية. وبيّن الناقة لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن كمية الأمطار التي تجمع لا بأس بها وتساعد المزارعين في استمرار ضخ المياه لأراضيهم، في ظل نقص كميات المياه القادمة من البلدية والآبار بسبب انقطاع التيار الكهربي ونقص كميات الوقود لتشغيل المضخات. وأضاف "أنه مع شح الأمطار واحتباسها فإن المزارع يقع تحت رحمة ضخ المياه من البلدية أو حتى الآبار لساعات معدودة لا تكفي للمحاصيل الزراعية، فتكون كمية الانتاج محدودة". [title]توصيف الحالة[/title] م.نزار الوحيدي نائب مدير عام التربة والري بوزارة الزراعة عبّر عن قلق وزارته من استمرار احتباس المطر عن المحاصيل الزراعية، مؤكداً أن الخسائر ستكون كبيرة في القطاع الزراعي بغزة. وأضاف الوحيدي خلال حديثه لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن الموسم ما زال في بداياته، ولا نستطيع الحكم على الموسم كاملاً خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن هذه الفترة لا شك مهمة في النضج الخضري للمحاصيل من أجل أن يتم لها النضوج الثمري وكله متوقف على الأمطار والري. وأشار الوحيدي إلى أنه من الصعوبة بمكان أن نخلص إلى كمية ونسبة الخسائر في المحاصيل الزراعية في القطاع، لكنه وعد أن الوزارة تعكف على إعداد التقارير اللازمة لذلك في نهاية كل موسم. يذكر أن الجانب الزراعي في قطاع غزة من أهم الروافد المدرّة للدخل على الأسر في القطاع، ويشغل ما نسبته 10% من الأيدي العاملة في القطاع، وقد تعرض لخسائر مباشرة خلال المنخفض الجوي الأخير، وجراء اعتداءات الاحتلال على أراضي المواطنين خلال التوغلات في المناطق الشرقية من القطاع المحاذية للشريط الحدودي الزائل. [img=022014/view_1392196741.jpg]الأرض تعاني الجفاف والعطش للمياه[/img] [img=022014/view_1392196745.jpg]الأرض تعاني الجفاف والعطش للمياه[/img] [img=022014/view_1392196746.jpg]الأرض تعاني الجفاف والعطش للمياه[/img] [img=022014/view_1392196748.jpg]الأرض تعاني الجفاف والعطش للمياه[/img] [img=022014/view_1392199651.jpg]الأرض تعاني الجفاف والعطش للمياه[/img]