أفادت مصادر إعلامية عبرية، بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالمصادقة على إقامة معهد ديني يهودي في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة. وأوضح موقع "واللا" الإخباري العبري على صفحته الإلكترونية اليوم الأربعاء، أن ما تُعرف بـ "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" التابعة لبلدية القدس الاحتلالية صادقت على إقامة مبنى مخصّص لإنشاء معهد ديني يهودي في حي الشيخ جرّاح شرق القدس، على الرغم من معارضة جهات إسرائيلية لهذا القرار الذي قالت إنه "لن يخدم السكان اليهود المحليين"، على حد تقديرها. يشار إلى أن هذا المخطط كان قد تم إسقاطه من جدول أعمال "لجنة التخطيط والبناء" في بداية العام الجاري بتعليمات من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بسبب زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها للمنطقة. من جانبها، أضافت "دائرة شؤون القدس" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه من المتوقع أن يصل مسطح المبنى اليهودي إلى 1.9 دونم تقريباً من أصل 4.2 دونمات وهي مساحة الأرض الفعلية المخصصة لتنفيذ المشروع، حيث من المقرّر أن يتم تخصيص المساحة المتبقية لجعلها منطقة مفتوحة ولإنشاء مرافق تخزين لبلدية الاحتلال. وأضافت الدائرة في بيان صحفي، أن هذا المخطط الجديد الذي يتلاءم مع سلسلة المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي تحركها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في قلب الأحياء الفلسطينية يأتي ضمن مخطط "مجمع غلاسمان" المراد تنفيذه على أراضي حي الشيخ جراح على مساحة تفوق 4 دونمات. وأشارت إلى أن الوثائق التي تم الكشف عنها من خلال محاضر بلدية القدس المحتلة تشير إلى أن ما تُعرف بـ "دائرة أراضي إسرائيل" قامت بنقل ملكية جزء من أراضي حي الشيخ جراح المقدسي لمنظمة "أور سايمح" اليهودية التي ستتولى مسؤولية إدارة المعهد الديني. وحذرت "دائرة شؤون القدس" من الاستهانة بالمخطط الاستيطاني المذكور، نظراً لخطورته الفادحة على واقع الحياة اليومية للمقدسيين في حي الشيخ جراح. وأوضحت أن إنشاء مجمع استيطاني يسكنه مئات اليهود في المنطقة سيؤدي إلى تفاقم التوتر المضطرب في الحي، "كما سيعمل هذا المخطط الاستيطاني على تعزيز سيطرة المستوطنين على هذا الحي المقدسي الذي يعاني من آثار الهجمة الاستيطانية الشرسة التي استعرت خلال الأعوام الأخيرة"، حسب رأيها.