بالتزامن مع المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي انطلقت منذ قرابة ستة شهور، تتجه أنظار "إسرائيل" إلى إيجاد شريك فلسطيني آخر لقنص مزيد من التنازلات والاتفاقيات التي تخدم مصالها. الشريك الآخر هو البلديات، فبعد قيام ثلاثة رؤساء من بلديات في الضفة، بلقاء عدد من نظرائهم الإسرائيليين، في مدينة "ميلانو" الإيطالية، قبل نحو عام، خرج وسيط ألماني مؤخراً بطرح عقد لقاءات ثلاثية بين بلدية رام الله وبلديات إسرائيلية. ذلك الطرح لقي رفضاً من جانب رئيس بلدية رام الله موسى حديد، وعدد من أعضاء مجلس البلدية خلال اجتماع عقد في بلدية رام الله مؤخراً، بين البلدية ووفد يمثل البلديات الألماني. وأكد حديد خلال اللقاء، أن "موقف بلدية رام الله الواضح والصريح في هذا المجال، هو رفضها التام لأي اجتماعات ثنائية مباشرة أو غير مباشرة مع بلديات إسرائيلية، أو اجتماعات ثلاثية يقودها الألمان أو غيرهم تجمع بين بلديات فلسطينية وإسرائيلية وغيرها، ما لم تتحقق المطالب المرتبطة بالثوابت الفلسطينية". وعبر حديد عن رفضه لأية لقاءات مشابهة، محذراً من مساع لاستخدامها كخط تفاوضي بديل بين رؤساء بلديات فلسطينيين، وآخرين إسرائيليين، الشيء الذي ترفضه بلدية رام الله جملة وتفصيلا، وفق حديد، باعتباره نائب رئيس اتحاد البلديات الفلسطينية. من جانبه، قال رئيس الوفد الألماني، ورئيس بلدية "جنا" الألمانية "البريتش شروتر"، إنه يتفهم تحفظات الجانب الفلسطيني، معربًا عن أمله في تحسن الظروف، وأن يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع في الشرق الأوسط، ويمكن البلديات الفلسطينية والإسرائيلية من الجلوس وجاهة، والخروج بمشاريع مشتركة بين البلديات الفلسطينية والألمانية. في السياق ذاته، قال رئيس بلدية نابلس ورئيس اتحاد البلديات الفلسطينية، غسان الشكعة إن "التحاور مع المجتمع المدني الإسرائيلي، كان وفق لجنة شكلت بقرار من رئيس السلطة محمود عباس، يرأسها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، لكن عقد لقاءات ثلاثية مع الجانب الإسرائيلي غير وارد إلا في حال اعتراف البلديات الإسرائيلية بحقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها". وأوضح أن الحديث عن توأمة مع بلديات إسرائيلية غير وارد لدى اتحاد البلديات قبل أي اتفاق سياسي، مشيراً إلى أن ممثلين عن بلديات فلسطينية وإسرائيلية حضروا احتفالات لبلديات أوروبية تقيم علاقة توأمة بينها، دون التطرق لمحادثات سياسية أو غيرها. وحول عقد لقاءات ثنائية أو ثلاثية بين بلديات فلسطينية وإسرائيلية في الوقت الحالي، نفى الشكعة علمه بأي لقاءات، لكنه أكد أن بلديات فلسطينية وإسرائيلية عقدت لقاءات قبل نحو عشرة أعوام.