خبر: الشاب رامي: قَهَرَ الظروف وحلق في سماء التكنولوجيا
18 فبراير 2014 . الساعة 07:11 م بتوقيت القدس
عندما يمضي الطامحون نحو تحقيق أهدافهم السامية لا يبالون بالعثرات والحواجز التي وضعها أرباب الفشل والانبطاح، فيقاتلون من أجلها يقدمون كل ما يملكون من أجل المضي قدما في طريقهم الذي رسموه بعرقِهم. تقف اليوم أمام فلسطيني مكافحٍ، تحدى كافة الظروف من اعتقال وتعذيب وملاحقة من الأجهزة الأمنية وأجهزة الاحتلال، ليواصل عمله بجد واجتهاد للوصولِ إلى هدفه .. فمن هو المبرمج الفلسطيني رامي أبو جلالة. [title]طفلٌ قهرَ الظروف [/title] ينتمي الشاب رامي إلى عائلة تعود جذورها إلى قرية يبنا المحتلة عام 1948م والتي تقع في قضاء الرملة، والتي هُجر أهلُها قسراً من قبل العصابات الإسرائيلية. وبزغ نورُ الفلسطيني المكافحُ، رامي عام 1987م، في بلاد الحجازِ، ومن تمَ انتقلت العائلة للعيش في الأردن للحصولِ على لمِ شمل للعائلة. ورغم كل الظروف التي عاشها الفارس الفلسطيني من عناء وتشتت للعائلة، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة تفوقه الدراسي، بل كانت الظروف الصعبة حافزاً كبيراً في مواصلة دربه وتحقيق أهدافه التي رسم لها طريق التحدي والنجاحِ. يتحدثُ رامي عن والده فيبين أنه قد صقل في شخصيته الإرادة لتحفيزه الدائم في الحصول على المراتب العليا في مدارس السعودية، بالإضافة إلى مراكز تحفيظ القرآن. أكمل رامي دراسته في مدارس رام الله، والتحق بجامعة بيرزيت بكلية الهندسة، والتحق بعدها بكلية التجارة. [title]تحدٍ وثبات أمام الاعتقالات [/title] لم يكن انتقال رامي من كلية الهندسة إلى التجارة عابراً، بل بسبب الاعتقالات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية خلال الامتحانات النهائية. لم تقتصر اعتقالات الشاب الفلسطيني على أجهزة السلطة، بل طالته قيودُ الاحتلال الإسرائيلية في العام 2009م. خضع رامي قبيل الحرب على غزة "حرب الفرقان" للتحقيق مدة 48 ساعة في زنازين التعذيب، لتحكم عليه المخابرات الإسرائيلية بالبقاء ضمن الاعتقال الإداري بتمديد كل أربعة أشهر. تعرض فارسنا الفلسطيني للتعذيب الشديد على أيدي سجاني الاحتلال، وقد حُقن بمادة للتأثير على الجهاز التناسلي، ليقضي عاماً كاملا مريضا دون طبيب. عاودت الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية باعتقال رامي، دون تركه للبحث عن علاج ومعرفة المادة التي حقنه الإسرائيليون بها، وعُذبَ بشكل متواصل لمدة 67 يوم في أقبية السجون وزنازينها مشبوحاً على الشبابيك والزنازين دون مراعاة مرضه. كان التحقيق لدى السلطة يدور على إكمال ما حقق معه في سجون الاحتلال لتلفيق تهم ما أنزل بها من سلطان – حسب وصفه- لإعادة اعتقاله لدى الاحتلال، وقد فقد 20 كيلو جراماً من وزنه خلال مدة الاعتقال. [title]رحلة الإبداع [/title] خرج رامي من محنته سريعا بفعل إرادته الصلبة وعزيمته القوية، وبدأ بالذهاب إلى الجامعة صباحاً ومساءً، ولم يستطع إكمال الدراسة بسبب مضايقات أجهزة السلطة، مباشراً في الوقتِ ذاته لإيجاد منح دراسية، وبالفعل انتقل رامي إلى أوروبا. يتحدث رامي عن بدايته في المجال التكنولوجي فيبين أنه خلال المرحلة الإعدادية تدرب وعمل في شركة للكومبيوتر لمدة تزيد عن خمس سنوات، مطوراً مهاراته التكنولوجية بشكل سريع وعميق مرجعاً الفضل إلى الله ومن ثم إلى الأستاذ عائد عبيد. تفوق رامي أكثر فأكثر، والتحق بأنظمة الستالايت وطرق برمجتهم، وفك تشفير السيرفرات بفضل المهندسين بعد الله: سامر وأسامة ضبان، وكان يجلس قرابة 16 ساعة يومياً على جهاز الكومبيوتر! [title]اكتشاف الثغرة[/title] يتحدث رامي عن اكتشاف ثغرة في ويندو 8 " هنا في أوربا وبعد صدور ويندوز 8 الذي هو نسخة محدثة ليس أكثر لويندوز 7، تأكدت تماماً بأن الشركة أصدرته دون الاهتمام بجانب المبطن أو السيكيروتي " التحصين" ومن خلال رسائل الأخطاء التي كنت ألاحظها في هذا البرنامج، كان سبب تدقيقي اليومي في أكواد البرمجة في نظام الويندوز، وبعد مدة تزيد عن شهرين توصلت إلى "ثغرة". ويوضح أبو جلالة أن هذه الثغرة ممكن استخدامها في سحب معلومات لأي مستخدم لويندوز 8، رغم أن مايكروسفت حدثت الويندوز، متعجباً من فريق يزيد عن 1000 لم ينتبهوا لهذه الثغرة الخطيرة أمنيا ، والتي لو انتشرت على مواقع الداتا لخسرت الشركة ملايين الدورلات. وتواصل أبو جلالة مع فريق العمل في الشركة بطريقة أخلاقية وشرح لهم الثغرة، وتم عقد أول لقاء من خلال سكايب، مقدماً لهم مشروع لتحسين حماية البرنامج، وبعد 20 يوماً، تم الموافقة على المشروع. وسيزور المبرمج الفلسطيني الشركة للبدء كمتدرب في فريق الحماية "حماية الثغراث" [title]طموحٌ لا يعرفُ المستحيل [/title] ويطمحُ أبو جلالة إلى ابتكار تكنولوجيا إسلامية عربية للتخفيف من التبعية، بل لتزيلها؛ ليخدم بها أمته وأبناء شعبه وقضية وطنه. ويوجه رسالة إلى الشباب العربي وخاصة الفلسطيني بأن يتحدوا الكسل ويتجهوا للإبداع كلٌ في مجاله، داعيا إياهم لتحدي الظروف الصعبة وتقصير المسافات لهزم التبعية والبدء في بناء جيل قادر على تحمل المسئولية يدفع بإنجازاته وتفوقه عن حضارتنا المسلوبة ويهزم الاستعمار الثقافي المبطن. وأهدى أبو جلالة نجاحه إلى فلسطين وشعبها الصامد وأهله في الوطن والشتات، كما أهداه إلى كل متفوق ومتميز ومبدع يسعى لخدم وطنه وقضيته.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.