لم يكن طرح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب إرسال قوات دولية لحماية الدولة المرتقبة، في حال تم التوصل مع الاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق "إطار" بحجة حمايته، إلا فكرة لم تلاقي أي موافقة أو ترحيب من الفصائل الفلسطينية التي اعتبرتها محاولة "احتلال جديدة". ويقول المواطن راشد مرعي إن القوات الدولية التي طالبت بها السلطة الفلسطينية: "من الواجب تسميتها بقوات إسرائيلية إضافية"، فهي تعزيز للاحتلال مستشهدا بالمثل الشعبي "هاي داني وهاي داني" . ويضيف أن الحديث عن مخططات لتكون حامية للدولة الفلسطينية المرتقبة هو نفخ في الهواء لا حقيقة له، فلا يوجد دولة مستقلة لا يمكنها أن تحمي نفسها. ويستدل المواطن يونس جودي أن بريطانيا حضرت على أساس أنها قوات دولية قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبقيت لـ25 عاما وهي باسم الانتداب وكانت قوات احتلال بامتياز، واليوم تعود بأسماء جديدة فقط لا فائدة منها بل كل الضرر. وكانت السلطة قدمت طلبا لاستجلاب قوات دولية ترأسها الولايات المتحدة، عام 2007 حينما اقترحها في العاصمة الفرنسية باريس بقوله إن الفلسطينين: "بحاجة إلى قوات دولية مقبولة"، كما أعاد اقتراحه عام 2010 على مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشيل، وتجدد في مطلع العام الجديد حينما صرح عباس لصحيفة "نيورك تايمز" الأمريكية بأن تتمركز قوات تابعة لحلف شمال الأطلنطي "الناتو" إلى أجل غير مسمى في دولة فلسطين المستقبلية وعلى جميع المعابر وداخل القدس. وقال إن بعثة حلف الناتو المتصورة: "يمكن أن تبقى لفترة طويلة في أي مكان تريده ليس فقط في على الحدود الشرقية، ولكن أيضا الحدود الغربية وفي كل مكان " مضيفًا بأن " هذا الطرف الثالث يمكن أن يبقى لطمأنة الإسرائيليين وحمايتنا". ويقول المحلل في الشؤون الاسرائيلية أنطوان شلحت إن "إسرائيل" دولة أمنية بامتياز والهاجس الأمني مثل الوسواس، ويضيف :" لا يمكن ان تعتمد في حماية هذه المنطقة الا على قواتها وهذا ما يريده نتنياهو في مطلبه ضمن المفاوضات في منطقة الأغوار تحديداً ". وفي المقابل ردت الفصائل الفلسطينية بالرفض لهذا الأمر واعتبار أي قوات دولية هي قوات احتلال يجب التصدي لها، وكان أبرزها موقف حركة حماس التي علقت على ذلك من نائب رئيس المكتب السياسي لها الدكتور موسى أبو مرزوق. وقال في تصريحات صحفية: " المجتمع الدولي يعطيك الحق في مقاومة الاحتلال ولكن حينما نأتي بقوات من عدة دول، فماذا تفعل وأرضك لا زالت تحت الاحتلال ". وكان بيان للحركة جاء فيه تعليقًا على مقترح رئيس حركة فتح محمود عباس بأن "سنتعامل مع أى قوة دولية "بنفس الطريقة التى تتعامل بها مع قوات الاحتلال". أما حركة الجهاد الإسلامي فاعتبرت المصادقة على انتشار القوات الدولية هو "انتقاص للسيادة الفلسطينية وحماية للمشروع الصهيوني في فلسطين"، ورفضت في تصريحات نقلتها صحيفة محلية رفضها المطلق لأي تواجد لهذه القوات. فيما حذرت الجبهة الشعبية وهو إحدى فصائل منظمة التحرير التي يتزعمها عباس بقولها "أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى قوات دولية بل هو بحاجة إلى دولة فلسطينية كاملة السيادة مع ضمان حق عودة اللاجئين"، كما قال القيادي فيها جميل مزهر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.