17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الإعلامُ الفلسطينيُ عندما يغردُ بعيداً

بدأ الاعلام الفلسطيني يتقدم على مراكز صناعة القرار، ومراكز الابحاث، ورجال السياسة مِن مَن يتولون مقاليد الحكم، وقفز الاعلام بجميع تقنياته وادواته وروافده لكي يصنع الحدث بنفسه، بل ويؤثر في مجريات هذا الحدث، ويوجه الراي العام، ويتجاوز حدوده الجغرافية الكلاسيكية، وليلقي بظلاله وتاثيراته على علاقات الفلسطينيين بالدول الاخرى ومنها مصر تحديدا، في ضوء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني. حيث دأب اعلام السلطة الفلسطينية -من خلال ناطقيها الاعلاميين -على شيطنة فلسطينيي غزة، مما ادى الى نتائج سلبية فورية على جميع الفلسطينيين في غزة، كان من بينها؛ اغلاق المعبر بشكل شبه متواصل، وترحيل كثير من الطلاب الفلسطينيون، وكسر اقاماتهم – غالبيتهم الساحقة بنسبة 90 % من حركة فتح وحتى من منتسبي اجهزة السلطة ، وفئات اخرى لا تنتمي لاي حزب او فصيل- وعُرف مؤخرا ان شقيق الاستاذ عمر حلمي الغول_ مستشار الرئيس محمود عباس_ ايضا معتقل لدى الاجهزة الامنية المصرية،. وقد باءت محاولات حضرة المستشار للافراج عن اخيه بالفشل، نظرا للظروف الامنية الصعبة التي تعيشها مصر الان، ونظرا لان المصريون لا يفرقون كثيرا بين شباب حماس وفتح، وصعوبة التمييز والفصل بينهم في مصر، كون الهدف من الاقامة؛ الدراسة او العلاج، او السياحة، وبالتالي فقد تضرر الجميع من سيل التهم التي كالها اعلام السلطة الفلسطينية لغزة واهلها بهدف التسبب في اسقاط حماس، وقد كان بعض الاعلام المصري يتلقف تصريحات الناطق باسم السلطة احمد عساف على طبق من ذهب، عندما يدعي مثلا ان " على حماس ان تتوقف عن التدخل في شئون مصر ودعم اخوان مصر". فبرغم ان هذا الاتهام هو مجرد حكم شخصي، وغير مثبت من خلال حكم قضائي، وهو ناتج عن صراع على السلطة، وهو شأن فلسطيني داخلي، الا ان له وقع كبير لدى الاعلام في مصر، بسبب الخلاف الايديولوجي بين النظام الجديد في مصر، وبين قيادة غزة الحالية . وعندما يزعم بان " غزة تحتضن القاعدة والفكر المتشدد" فانه لا يذكر معاناة اجهزة غزة والاحراج التي وقت فيه من اجل محاربة التشدد وتطويقه، وانها تصدت لما سمي بــ "جلجلت" التي وصفت بانها متشددة وتريد ان تقيم خلافة في غزة متجاوزة فكرة ان هناك حكومة في غزة تقودها حماس! وكان من ضمن الاتهامات التي وجهت لحماس ولقيادة غزة بان سياساتها كانت تتسق مع السياسة الامريكية التي تحارب الاسلام! وما بين تلك المطرقة وذالك السندان، كانت حكومة غزة تغرق في موقف محرج فعلا. ان الحصاد المُر الذي بدأ بعض الفلسطينيون يتجرعون كاسات مرارته، كان نتيجة لزمن طويل من التحريض الفلسطيني ضد غزة بجميع اطيافها واهلها وابنائها، وصل اخيرا نتيجة هذا التحريض والتشويه لفئة كانت بمنأى عن نتائجه، ويكظم كبار السلطة الان غيظهم ويبتلعون ألسنتهم بعدما طالت هذه التحريضات العمياء اهلهم وابنائهم، وذويهم _ كان منهم مؤخرا قيادات برتب عالية في اجهزة السلطة، واساتذة جامعات تنتمي لحركة فتح،وتعمل في جامعات تنتمي لفتح، منهم شقيق مستشار الرئيس ابي مازن_ ،هذا الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي انتقل في مجالات تاثيره الى الاراضي المتاخمة ، وتوسعت حدوده، يعتبر من مهددات الامن الفلسطيني القريب والبعيد، وسوف يشعر بخطأه كل من حرض على اخيه الفلسطيني ولو بعد حين، الا من كانت ايديه في مياه باردة، وكان قابعا في اوروبا، يتلقى الاف الدولارات شهريا، يغرد ضد الكل الفلسطيني_ جمال نزال_ ولا يشعر بما يشعر به الطالب والمريض واللاجئ والمغترب الفلسطيني الذي يحتاج الى المعبر. وهناك قناعة يجب على كل فلسطيني او مصري او صاحب رؤية وطنية ونظرة استراتيجية واعية ان يدركها ويعمل في ظلها: اولا: ضرورة معرفة معلومة راسخة قد لا يعرفها بعض الاخوة المصريون، او تغيب عنهم، وسط الظروف الخلافية الداخلية التي تعيشها مصرالان، ان الفلسطينيون بجميع اطيافهم السياسية وفئاتهم وشرائحهم الاجتماعية يحبون مصر، ويحبونها اكثرمن محبة بعض الفلسطينيون لفلسطين نفسها، واكثر من محبة بعض المصريين لمصر. انها حقيقة دامغة، وان كان هناك استثناءات وقعت من اشخاص لا دين لهم ولا وطن، و يستحقون كمخطئين العقاب، كل على حسب ما اقترف، فهناك تاريخ وميراث ومصير مشترك يجمع بين مصر وفلسطين كجزء من الشام، وجغرافية يحتاجها مقومات ومرتكزات الامن القومي للطرفين، وقضايا تهم الجانب المصري في رعاية المصالحة بين الاخوين الفلسطينيين المتصارعين مهما كان نوع وشكل النظام القائم في مصر. ثانيا: آجلا أم عاجلا سوف ينتهي الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ( الفتحاوي- الحمساوي)، وتكون هناك حكومة وحدة وطنية، ويزول الخلاف، وان بقي بعضا من " الاختلاف"، وهذا مظهر صحي، يوجد في ارقى المجتمعات، وستكون حينئذ مهمة تحسين الصورة الفلسطينية وتوصيل الحقيقة الجميلة مرة اخرى، على كاهل الجميع الحمساوي والفتحاوي، ومكونات الحكومة بجميع وزرائها المختلف مشاربهم، وسيتعامل مرة اخرى النظام المصري مع الفلسطينيون بجميع قضاياهم التي كان لمصر شرف توصيلها للعالم الخارجي وشرف الدفاع عن اهم تلك القضايا،، فهل يعمل هذا الاعلام لمستقبل فلسطيني واعد؟ وهل تلقى كلماتي اذن واعية؟