23.3°القدس
23.01°رام الله
22.66°الخليل
26.54°غزة
23.3° القدس
رام الله23.01°
الخليل22.66°
غزة26.54°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: الطفل أبو عدوان.. واجه الموت 3 ساعات

"قلت لنفسي خلص سأموت، سأستشهد نتيجة الإصابة، كنت أضع يدي على عيناي وأغمضهما بانتظار أن يأتي الموت ويأخذني، ومن ثم أعاود فتحهما لأرى إن مت أم لا، فأشاهد السماء، فأعرف أنني ما زلت حيا". بهذه الكلمات وصف الطفل فضل أبو عدوان (11 عاما) للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فرع فلسطين، ما كان يشعر به يوم أصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في الحادي والعشرين من شباط الماضي، قرب السياج الحدودي في قطاع غزة. ويعاني أبو عدوان من حالة نفسية سيئة، وجروح بالغة، جراء إصابته بعيارين ناريين أطلقا عليه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، أثناء توجهه لمساعدة شقيقه في جلب الأغنام من المراعي، ما أفقده القدرة على الزواج والإنجاب. ومن على سرير الشفاء في مستشفى غزة الأوروبي، روى الطفل أبو عدوان، للحركة، ما حدث معه يوم إصابته، قائلا: "أنا معتاد على التوجه يوميا بعد عودتي من المدرسة إلى المراعي القريبة من الحدود، حيث يقوم شقيقي برعي الأغنام، وذلك حتى أساعده بإرجاعها للمنزل خوفا من ضياعها". وأضاف: "عصر ذلك اليوم خرجت كعادتي إلى مكان تواجد شقيقي، وفي الطريق رأيت جيبين عسكريين إسرائيليين يأتيان من داخل الحدود وكانا يسيران بسرعة رهيبة باتجاه السياج، وحينها ركضت حوالي 100 متر بأقصى سرعة لأنني شعرت بخوف شديد". وتابع أبو عدوان" خلال ركضي شعرت بشيء مثل النار يضرب فخذي، فأدرت وجهي حتى أنظر جهة الحدود وفي هذه الأثناء شعرت مرة أخرى بشيء يضرب في خصيتاي، ومن ثم يضرب في فخذي الأيسر أيضا". وأوضح أنه " أصبت من قبل جندي إسرائيلي نزل من الجيب مباشرة وقام بقنصي، لقد كان يضع سلاحه بالقرب من وجهه ويصوبه تجاهي، فوقعت أرضا على مسافة 150 مترا تقريبا من السياج في منطقة مكشوفة." ويتابع الطفل أبو عدوان: "استلقيت على الأرض على ظهري، وكنت أشعر بأن قدمي شلت، رفعت رأسي قليلا حتى أرى مكان الإصابة، فشاهدت دماء كثيرة في منطقة الحوض والفخذين، فارتعبت كثيرا، استجمعت قواي مرة أخرى ونظرت إلى منطقة الحوض والخصيتين، وعندها انهرت ولم أستطع تحمل ما رأيته، لقد أصيبت خصيتاي بشكل مباشر وتهشمتا". ويقول: "قلت لنفسي خلص سأموت، سأستشهد من الإصابة، وصرت أفكر بكيفية الموت، كنت أضع يدي على عيناي وأغمضهما بانتظار أن يأتي الموت ويأخذني، ومن ثم أعاود فتحهما لأرى إن مت أم لا، فأشاهد السماء فأعرف أنني ما زلت حيا...وكررت ذلك عدة مرات". وأضاف: "مكثت حوالي ساعة وأنا على هذه الحال، وكنت ثابتا في مكاني وكلما حاولت أن أتحرك شعرت بألم شديد جدا، وبدأت الشمس بالغروب..، وفي هذه الأثناء سمعت صوت جندي إسرائيلي من داخل السياج ينادي علي عبر مكبر للصوت ويقول تعال أسعفك، فرفعت رأسي ونظرت باتجاه الصوت فرأيت الجيبات ما زالت متوقفة مكانها، وكانت هناك دبابة أيضا، فصرخت بأنني لا أستطيع الحراك". ويتابع"رأيت أحد الجنود يقترب من السياج وبدا لي كأنه يريد قصه للدخول إلي، ولكن جندي آخر تحدث معه، فترك الأول السياج ورجع إلى الجيب". وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش إن " إطلاق النار على طفل وتركه ينزف لساعات دون أن يلقى العناية الطبية اللازمة، مثال مروع على انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة". بعد حوالي ثلاث ساعات أنقذ الطفل أبو عدوان عن طريق شقيقه، وبعض أبناء عمومته الذين حضروا للمكان للبحث عنه، وجرى نقله للمستشفى، ووفق التقرير الطبي، فقد خضع لعملية جراحية لإزالة بقية الخصيتين. وقال طبيبه المعالج: "يعاني فضل من حالة نفسية سيئة جدا بسبب استئصال الخصيتين، فهذا الأمر سيؤثر بالتأكيد على قدرته على الزواج وإنجاب الأطفال في المستقبل". الطفل فضل هو الآن واحد من العديد من الأطفال الذين أصيبوا بجروح على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي في غزة، فحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تم توثيق إصابة ستة أطفال، على الأقل، واستشهاد واحد في تلك المنطقة منذ بداية عام 2014. وقال الطفل أبو عدوان: "جنود الاحتلال أطلقوا النار علي بدون سبب، وبسببهم فقدت كل شيء، وتركوني أواجه الموت حوالي ثلاث ساعات، لن أنسى أبدا ما فعلوه بي".