21.1°القدس
20.87°رام الله
19.97°الخليل
25.67°غزة
21.1° القدس
رام الله20.87°
الخليل19.97°
غزة25.67°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: الشهيد المقادمة.. عالماً ومجاهداً وطبيباً

ولد الدكتور إبراهيم المقادمة "أبو أحمد" عام 1950 في بيت دراس، وهاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 48 بسبب العصابات الصهيونية الإرهابية، عاش المقادمة في مخيم جباليا وتعلم في مدارس وكالة الغوث الدولية، وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية، وتخرج منها طبيباً للأسنان، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء. وفور عودته إلى غزة التقى الدكتور المقادمة بالشيخ أحمد ياسين وعدد من رفاقه، وأسسوا لعمل تنظيم إسلامي، ترأسه الشيخ ياسين، فيما شغل الدكتور المقادمة مسؤولية الجهاز العسكري في هذا التنظيم، الذي تم اكتشافه من قبل قوات الاحتلال عام 1984، واعتقل برفقة الشيخ أحمد ياسين، الذي أفرج عنه بعد تسعة شهور، خلال عملية تبادل للأسرى بين منظمة أحمد جبريل والاحتلال الإسرائيلي، فيما أمضى الدكتور المقادمة مدة محكوميته كاملة في السجن، وهي ثماني سنوات ونصف السنة. وقد اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987 والدكتور المقادمة في داخل المعتقل، حيث تم في بداية الانتفاضة تأسيس حركة "حماس"، وكان للمقادمة من داخل السجن توجيهات لحركة "حماس". وقد أفرج عنه في مطلع عام 1992. عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة، ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي، وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة فصل من عمله في وزارة الصحة وعمل طبيباً للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة. وكان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو، وكان يرى أن المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية، وأن كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني. نشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس وخاصة الجامعيين، وكان له حضور كبير. ألف الدكتور عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، و كانت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان "الصراع السكاني في فلسطين" كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني. وكان من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة. وفي صباح يوم السبت الثامن من مارس عام 2003 اغتالت قوات الإرهاب الإسرائيلية الدكتور المقادمة بإطلاق خمس صواريخ باتجاه سيارته التي كانت تسير في شارع اللبابيدي بالقرب من مقبرة الشيخ الرضوان بغزة، مما أدى إلى استشهاده وثلاثة من مرافقيه، وإصابة عدد من المارة وطلاب المدارس بجراح. المعلقون العسكريون الإسرائيليون أجمعوا على أن الدور الكبير للشهيد القائد إبراهيم المقادمة ليس فقط في تأثيره القوي في نفوس حركة حماس والشعب الفلسطيني، بل لكونه أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين نظروا لخيار المقاومة كخيار أخير وحيد واجب التعامل به مع الاحتلال، ودافع عن هذا الخيار حتى يومه الأخير.