18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: "مشفى الأوروبي" خطوات تطويرية بإمكانات محدودة

يشكل القطاع الصحي جزءً أساسياً تناط بالحكومة الفلسطينية في قطاع غزة مهمة إدارته وتطويره على الدوام، في ظل الأوضاع التي يعيشها أهالي غزة من إغلاق وحصار، وتضييق وصل لكافة القطاعات الخدماتية داخل قطاع غزة. جولة واحدة عبر ممرات وغرف وأقسام أحد المستشفيات الحكومية في قطاع غزة، كفيل أن يوضح لك مدى الاهتمام الحكومي بالتطوير والعمل الجاد على تقديم خدمة صحية متميزة، في ظل إمكانات شحيحة وتكاد أحياناً معدومة. [title]نهضة جراحية[/title] رئيس مركز جراحة المخ والأعصاب بمستشفى غزة الأوروبي بخان يونس "نضال أبو هدروس"، طاف بنا مستعرضاً الإنجازات التي حققها برفقة زملائه في المركز، في تخصص يُعتبر حاجة ملحة في داخل القطاع المحاصر. بدأت فكرة إنشاء مركز متخصص لجراحة المخ والأعصاب، في العام 2008م، عندما كنا نتخصص في قطر، بمنحة مقدمة من الهلال القطري، وعندما أوشكنا على التخرج طرحنا خطة لإنشاء المركز، انطلاقاً من أن قطاع غزة لا يزال بحاجة لمركز متخصص بهذه الجراحة المهمة، كما يقول د.أبو هدروس لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]. وأضاف "أن الهلال الأحمر القطري مشكوراً وافق على إنشاء المركز، وتمت الموافقة على أن يكون مستشفى غزة الأوروبي هو مكان المركز، لأنه أكثر المشافي في غزة موائمة لذلك المركز". وأكد أنه قد أخذ في الحسبان أن يقدم خدماته لجنوب القطاع الذي يفتقر لمركز متخصص، في حين أن مستشفى الشفاء بغزة يقدم خدماته في جراحة المخ والأعصاب لغزة والشمال. [title]عمل متواصل[/title] وأوضح أبو هدروس أن المركز أُعدت مخططاته ليكون على أعلى المواصفات التي تضاهي نظيراتها في الولايات المتحدة الأمريكية، بتكلفة وصلت خمسة مليون دولار، وأمتد العمل في تأسيس المركز من العام 2010 حتى 2012 من حيث تجهيزه بأحدث الأجهزة، واستقبال الحالات المرضية على التوازي. وأشار أبو هدروس أن المركز افتتح في2012م بسعة 14 سرير في القسم؛ 8 أسرة للرجال و6 أسرة للحريم والأطفال، إضافة لغرفة عمليات تم تجهيزها بأجهزة متعددة أبرزها: ميكروسكوب جراحي، درل كهربائي وهوائي، وأجهزة تخدير وأشعة حديثة، وطاولة عمليات حديثة، وأجهزة أخرى يصعب تسميتها للجمهور. ولم تقف همة إدارة المركز برئاسة د.نضال أبو هدروس عند هذا الحد، بل افتتحوا في العام 2013 غرفة العمليات المتخصصة في جراحة المخ والأعصاب. ومنذ افتتاح المركز وغرفة العمليات، انخفض مستوى التحويلات إلى الخارج بنسبة وصلت إلى 50% في العام الأول مقارنة مع الذي سبقه من افتتاح المركز، وواصلت الانخفاض في العام 2012 مقارنة بالعام 2011 حتى وصلت إلى 20% زيادة على الانخفاض الأول. ويجري المركز ست عمليات أسبوعياً بشكل اعتيادي مبرمج، ويصل المركز من الحالات الطارئة في الأسبوع أربع إلى ست حالات، بسبب الحوادث والأحداث الميدانية وغيرها. [title]عقبات ومعيقات[/title] رغم الإنجاز الكبير الذي حققه المركز، والقفزة النوعية في جراحة المخ والأعصاب، إلا أن العديد من العقبات والمعيقات التي تقف حاجزاً بين تقدم المركز بخطى جديدة. ويوضح أبو هدروس أن المركز اكتسب ثقة كبيرة من المواطنين من خلال النجاحات التي قدمها المركز للمواطنين، غير أن بعض الحالات القليلة ما زالت ترفض العلاج في القطاع. وأشار في الوقت ذاته إلى أن بعض الحالات التي نشعر أنها تحتاج للتحويل للخارج، يُصر ذويها البقاء والعلاج في المركز. وأوضح أبو هدروس أن المركز يعاني من نقص المستهلكات الطبية التي لم يتوفر بديل عنها منذ افتتاح المركز قبل ثلاثة سنوات، وطالب الوزارة بإعداد خطة تساهم باستمرار تواصل الامدادات التي يحتاجها المركز، وعدم الانتظار لحين وصول بعض المنح والهبات. ولعل العقبة الأبرز في المركز، وأصبحت تأرق الأطباء؛ هي نقص الكادر الطبي في المركز، حيث أن المركز يقوم عليه ثمانية أطباء وهو عدد غير كافي لإنجاز المهام الطبية الموكلة إليه سواء من العناية النهارية أو العمليات وغيرها. وأضاف "أن المركز بحاجة إلى 20 طبيب بمقاييس وزارة الصحة، وبالحد الأدنى 16 طبيباً، حتى تؤدى المهمة على أكمل وجه، مع العلم أننا نقوم بأقصى طاقة لدينا، وهذا يؤثر على الحالة الصحية والاجتماعية لنا". عدا عن كل تلك المعيقات فإن المركز ما زال غير موجود على الهيكل التنظيمي الإداري للوزارة، وهذا من شأنه أن يضيع على الأطباء سنوات الخبرة التي قضوها في هذا المجال، عدا عن العديد من الميزات التي تتمتع بها الأقسام والمراكز المهيكلة. [title]مثال آخر للتطوير والعطاء[/title] وكان مستشفى غزة الأوروبي قد افتتح قبل عدة أيام إضافة طابقين لمركز الأورام بالمشفى، بتجهيزات طبية حديثة، وعناية طبية أكبر من سابقها في المركز، بتمويل من برنامج مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة والبنك الإسلامي للتنمية، وتنفيذ وإشراف هيئة الأعمال الخيرية. [color=red]"فلسطين الآن"[/color] انفردت في حديث خاص مع الدكتور أحمد الشرفا استشاري ورئيس مركز الأورام بالمستشفى الأوروبي، على هامش حفل الافتتاح، للتعرف على المركز والإنجازات التي قدمها في الفترة السابقة. وأكد د.الشرفا خلال حديثه أن قطاع غزة وخاصة مرضى الأورام هم بحاجة ماسة لهذا المركز، إذا ما قلنا أن المركز قدم خدماته لحوالي تسعة آلاف زيارة مرضية، في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المرضى. وأضاف الشرفا أن المركز استقبل خلال العام 2013م حوالي 1250 حالة مرضية، موضحاً أن 700 إلى 800 حالة من المرضى تلقوا العلاج الكيماوي في المركز، وهذا العدد ليس بالقليل. ولفت إلى أن القسم استقبل 500 – 600 حالة جديدة تم تشخيصها في المركز وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لها. وعزى الشرفا الازدياد المتواصل في أعداد المصابين بأمراض السرطان والأورام في القطاع، مقارنة بالأعوام 2007 و2008، مؤكداً أن ارتفاع نسبة التلوث في القطاع، سواء التلوث الانفجاري بحكم الاحتلال واستخدامه لكميات كبيرة من المتفجرات وقنابل الفسفور الأبيض ساهم في ارتفاع عدد الحالات المصابة بالأورام والسرطان. وأوضح أن عوامل أخرى من تلوث التربة والتلوث الزراعي بفعل الاستخدام الغير منظم للمبيدات والأسمدة الكيماوية الزراعية ساهم إلى جانب الاحتلال لارتفاع النسبة في القطاع. وبين أن المركز وعلاج الأورام بغزة ما زال يعاني من نقص كبير في الأدوية اللازمة لعلاج الأورام، عدا عن نقص الكوادر الطبية المؤهلة وكذلك نقص المعدات والمستهلكات الطبية الخاصة بالمركز، مشيراً لحاجة القطاع الضرورية للعلاج بالإشعاع. هذا عرض بسيط من التطور الذي تشهده إحدى المرافق الصحية الحكومية، برغم الحصار المفروض، ونقص الامكانات في كافة القطاعات، إلا أنها في حقيقة الأمر بقعة ضوء يجب النظر إليها باحترام وتقدير ولكل الجهود الحقيقية المبذولة لتقديم أفضل خدمات لأهالي قطاع غزة. وبعرضنا هذا لا ننفي أن القطاع الصحي يعاني من إشكالات جمة، توجب على الجميع تجميع الجهود من النصح والإرشاد للقائمين على هذا القطاع، للوصول إلى أفضل خدمة صحية توازي حجم التضحيات المقدمة من أهالي القطاع الصابر.