17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: خيارات حماس والتحليل المبني على الكسر والتخذيل

الجميع متفق على وجود استهداف للإسلاميين في الوطن العربي والمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس، ولكنهم يختلفون حول طبيعة الاستهداف ومآلاته، فمنهم من يعتقد بأنه مؤامرة -وهم الأغلبية- ومنهم من يصوره على أنه ضرورة لأمن الشعوب واستقرار الأوطان, وهؤلاء قلة قليلة منحازة بشكل أو بآخر للدكتاتوريات العربية, وتحمل أفكارًا ومبادئ تتناقض مع مبادئ الإسلام الحنيف. هنا سأتناول نموذجًا من التحليلات غير المنطقية والخطيرة للخيارات المتاحة لحركة حماس في غزة، ومثال ذلك تحليل سياسي مبني على الكسر والتخذيل, لكاتب فلسطيني تصفه المواقع الفلسطينية بـ"المحلل السياسي", ولا اعتراض على ذلك. يقول صاحبنا بأن حركة حماس بحالة لا تحسد عليها بعد فقدانها النظام الإخواني في مصر, وانقلاب ميزان القوى لصالح الأسد في سوريا, وابتعاد النهضة عن امتلاك القوة في تونس, بالإضافة إلى حالة الحصار التي يشهدها قطاع غزة منذ سنوات، واستنادًا إلى تلك الوقائع فهو لا يرى سوى ثلاثة خيارات أمام حركة حماس. أما الخيار الأول فهو الحوار مع النظام المصري من خلال احترام الإرادة العامة المصرية وإدانة الإرهاب, وتحويل قطاع غزة إلى مكون يسعى إلى استقرار مصر من خلال التعاون الأمني مع الجانب المصري، وأما الثاني فهو أن تتمسك حماس بانتمائها للإخوان وتتحمل كل ما جرى وسيجري لها, وتتحمل المسؤولية بالكامل عن حياة المواطنين في قطاع غزة، وأما الخيار الثالث فيتمثل في قلب الطاولة باتجاه الحرب مع (إسرائيل) من أجل استعطاف العالم، معتقدًا أن صواريخ الطائرات الإسرائيلية ستحصد الأخضر واليابس قبل أن يتحرك العالم لإنقاذ حماس، وأنه لو حصلت حرب ستكون مكلفة إلى أبعد الحدود, وقد تؤدي إلى نهاية حكم حماس وسيطرتها على قطاع غزة حسب ما قاله الكاتب. من المعلوم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس -والمقاومة بشكل عام- طردت المحتل الإسرائيلي من قطاع غزة قبل الربيع العربي، ولما انتصرت حماس في حرب الفرقان لم يكن الإخوان في السلطة, وصمدت لسنوات على الحصار العربي الإسرائيلي وعلى جرائم الاحتلال، فإيهام الناس أن حماس تستمد قوتها من "حكم الإخوان" أو من التحالف مع بشار الأسد مجرد فلسفات لا تستند إلى واقع. حركة حماس لم تقطع الحوار مع سلطة الأمر الواقع الانقلابية, رغم أنها لا تمثل الإرادة العامة المصرية, وكذلك فإن غزة لم تكن يومًا عامل تهديد لأمن مصر واستقرارها كما يوحي كاتبنا في خياره الأول، الانقلابيون هم من أعلن الحرب على غزة وحماس من جانب واحد, وهم من يعبث باستقرار مصر وأمن قطاع غزة والمنطقة العربية بأسرها. أما الخيار الثاني الذي ذكره الكاتب, وهو تمسك حماس بانتمائها لجماعة الإخوان وتحميلها المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة ومواطنيه فهو خيار غريب, وفي ذات الوقت هو مطلب مريب لجهات متعددة ومعادية لحركة حماس، لأن حماس مرفوضة غربيًّا وعلمانيًّا, بسبب مقاومتها للمحتل الإسرائيلي وليس بسبب انتمائها لجماعة الإخوان. حماس تتحمل مسؤولية القطاع وإدارته في الوقت الحالي، ولكنها لا تتحمل مسؤولية الحصار الذي يفرضه الانقلابيون ولا مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية، وتحميل حماس المسؤولية هو تبرئة للمحتل الإسرائيلي ولمن يحاصرون قطاع غزة دون وجه حق. أما "قلب الطاولة" باتجاه الحرب مع (إسرائيل) فهو قائم إذا ما بدأت (إسرائيل) الحرب، ولكن ذلك لا يعني نهاية حكم حماس كما يوهمنا الكاتب, ولكننا نعتقد أن (إسرائيل) هي التي تخشى تكاليف معركة جديدة مع حماس وليس العكس، ونختم ردنا على التحليلات التي تهدف إلى تخويف غزة وأهلها بالآية الكريمة : "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".