17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: صفقة مستوطن مقابل بغل!!

الذي يمتلك أدنى مقومات العزة والكرامة والرجولة يأبى أن تُنتزع حقوقه وتضيع مبادئه على أيدي الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين، فهو يدرك بأن المال والوطن مقابله النفس والدم. وهذا تماما ما أدركه وعمل به فلاح فلسطيني بسيط من الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي.صفقة البغل تفاصيل القصة تتحدث عن قيام مغتصب صهيوني بسرقة بغل لفلاح فلسطيني من داخل بيته في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وبعد عملية السرقة الفجة رفض الفلاح وأهالي القرية أن يكون حالهم مماثل للمفاوض الفلسطيني الذي بات المحتل الغاصب لأرضنا يتندر بأعمالهم ودرجة الذل والهوان التي وصلوا إليها. وعلى الفور صدر القرار من الفلاح وقاد وجيرانه عملية رد للكرامة والاعتبار، ولم يتركوا المستوطن السارق لكثير من الوقت يتبختر في شوارع القرية منفوش الريش، ترصدوا له واحتجزوه وحجبوه عن الرؤية ومنعوا التواصل معه. وما هي إلا لحظات حتى بدأت المفاوضات بين العدو الصهيوني وفلاحي اللبن الشرقية بدون أوراق أو أقلام، بل إن الفلاحين لم يرتدوا ربطات عنق حمراء، ولم يركبوا سيارات دبلوماسية سوداء اللون، تماما كما لم يبحثوا عن كاميرات التلفزة للحديث عن معارك تفاوضية عنيفة لا أساس لها من الصحة كما يفعل فريق التفاوض التابع للسلطة الفلسطينية!!. لم يجد المُحتل الصهيوني أمام إصرار الفلاحين الفلسطينيين بُدا من الرضوخ لمطالبهم العادلة وعدم المماطلة لتنفيذ بنود الصفقة. وهي صفقة بكل تأكيد لم تحدث في التاريخ إلا جنوب نابلس، وقد اشتملت على بندين اثنين: 1- إرجاع البغل المسروق لأهالي القرية دون شروط أو مماطلة. 2- تسليم الفلاحين للمستوطن كعملية تبادل “راس براس”. على الفور تدخل الارتباط الفلسطيني وبتكليف من العدو الصهيوني لتنفيذ بنود الصفقة، غير أن الفلاحين رفضوا التغرير بهم كما اعتاد أمن المقاطعة، فتمسكوا بالمستوطن الصهيوني حتى تم إرجاع البغل، حينها سلم الفلاح المستوطن للمشرفين على صفقة التبادل “المستوطن مقابل البغل”. ولم يترك نشطاء وسائل الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي الصفقة دون إفراد المساحات الواسعة للحديث عنها وإظهار تفاصيلها وشروطها، وربما أرادوا بذلك البحث عن بقايا كرامة لدى المفاوض الفلسطيني “والتي يبدو أنها لن تظهر” في محاولة لدفعه في سبيل البحث عن وسائل كفيلة لتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون العدو الصهيوني. وتناقل نشطاء الإعلام الاجتماعي صورا مختلفة لحالة السخط الفلسطيني على حال القضية الفلسطينية التي تاهت وضاعت معالمها بفعل التنازلات التي قدمها المفاوض الفلسطيني دون نتائج ملموسة، سوى تحقيق الأمن والحماية للمحتل على أيدي أمن المقاطعة بالتزامن مع تفشي غول الاستيطان والاستيلاء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين. ومما تناقله النشطاء قول أحدهم: “صاحب البغل نجح فيما لم ينجح فيه الفريق الفلسطيني للمفاوضات”، بينما رد عليه شاب آخر بقوله: “نحن بحاجة إلى صفقة تبادل داخلية في صفوف العمل الفلسطيني لتبادل المناصب بين فريق اللبن الشرقية لتحرير البغل وفريق السلطة الفلسطينية لتحرير فلسطين عبر التفاوض!!”. حقيقة وبدون مجاملات، فإن كان لا بُد من المفاوضات مع العدو الصهيوني، فإني أُثني على مطالب ذاك الشاب باستبدال فريق التفاوض بفريق قرية اللبن الشرقية، ذاك الفريق الذي رفض التخلي عن حقه وماله وإن كان مجرد “بغل”، فقد أدرك ذاك الفلاح أن للحيوان حقوق بينما لم يُدرك المفاوض الفلسطيني أن لآلاف البشر القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني حقوق يبحثون عنها خلف عتمة الزنازين.