20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: "سنجل" نموذج ناجح في حماية الأرض

مع اشراقة كل فجر جديد يحمل المزارع فتحي شبانه (63 عاما) من بلدة سنجل شمال رام الله مجرفته على كتفه قاطعا ما يزيد على 3 كيلومترات سيرا على الأقدام لزراعة واستصلاح أراضي البلدة برفقة مجموعة من العاملين والمزارعين. ورغم جثوم الموقع العسكري الإسرائيلي على التلة شمالي البلدة، إلا أن مجموعات المزارعين تصر كل يوم على استكمال مشروع زراعة واستصلاح أراضي منطقة "الرفيد" التي يسارع المستوطنون بالاعتداء عليها ومصادرتها بدعم من جيش الاحتلال ومؤازرته. وبدأت حملة وضع اليد على أراضي البلدة بالتزامن مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بعد إغلاق الطرق ومنع المزارعين من العمل في أراضيهم وإقامة المواقع العسكرية. يقول رئيس بلدية سنجل أيوب سويد: "استغل الاحتلال أحداث الانتفاضة وأقام الموقع العسكرية في المنطقة الشمالية التي حالت دون توجه المزارعين إلى منطقة الرفيد البالغ مساحتها (4 آلاف دونم)، كما منع الأهالي من استغلال أرضهم في منطقة أبو العوف في الجهة الشمالية الشرقية". ومع الترحيل القسري للمزارعين عن أراضيهم باشر المستوطنون بمصادرة الأراضي وتجريفها وزراعتها بأشجار العنب والبيوت البلاستيكية وتوسيع المستوطنات بدعم مباشر من الجيش. ويشير سويد إلى أن بلدته محاطة بخمس مستوطنات صادرت آلاف الدونمات من أراضي البلدة وهي: "شيلو"، "معاليه لبونه"، "عيلي"، "كيفعات هرائيل"، "هرائيل"، بالإضافة إلى الموقع العسكري وموقع التدريب الذي يسعى الاحتلال لافتتاحه قريبا". ويؤكد أن أهالي البلدة والمزارعين قدموا أوراقا ثبوتية للمحاكم الإسرائيلية وحصلوا على حقهم في استغلال الأرض، حتى أن قضية أراضي البلدة كانت حاضرة في إحدى جلسات الكنيست قبل 5 أعوام، وطلب حينها الارتباط الإسرائيلي من نظيره الفلسطيني فرز قطع الأراضي ومسحها، ومع كلفة هذه العملية إلا أننا قمنا بذلك لاستعادة حقنا فيها. [title]حماية واثبات وجود [/title] ورغم التشديدات والإجراءات التي فرضها الاحتلال على واقع المزارعين من قطع للطريق ونصب للحواجز واقتلاع الاشتال وسرقة المعدات الزراعية، إلا أنهم لم يفلحوا في ثني المزارعين عن استغلال أراضيهم. ويفيد سويد بأن جهود البلدية والمزارعين ووزارة الزراعة أثمرت شق طرق زراعية إلى منطقتي الرفيد وأبو عوف وبناء آبار ومد خطوط للمياه وإقامة مشروع زراعي بدعم من الصليب الأحمر الدولي لزراعة (8 آلاف) شتلة زيتون ولوزيات، وزراعة (450 ألف) شتلة من الزعتر". ويؤازر المزارع شبانة رئيس البلدية فيقول: "حصل بيننا وبين الأرض ارتباط وثيق فأصبحنا متشبثين بها أكثر، كما أن أفضل رد على المستوطنين هو التواصل مع الأرض وعدم تركها لقمة سائغة لهم". ويوضح: "يجب أن نتصدى للمستوطنين بتعزيز وتكثيف العمل الزراعي، خصوصا وأن الحكومات الإسرائيلية هي حكومات استيطانية، والأرض المهجورة سهلة المصادرة والسرقة". بينما يؤكد المزارع عبد الرحمن خليل (52 عاما) فيقول: "رسالتي لأهل بلدتي بالتواجد هنا، ورسالتي للمستوطنين قطاعي الطرق بأنكم تقلعون في الليل ونحن نزرع في النهار، تقلعون ألفا ونحن نزرع ألوف". [title]الزراعة ثقافتهم [/title] وعلى غير توجه الجيل الجديد في الضفة الغربية يبقى الكثيرون من الجيل الشاب في البلدة يمارسون مهنة الزراعة والعمل في أراضيهم لضمان وجودهم فيها. وعن ذلك يقول المزارع الشاب محمد هاني (27 عاما): "في كل يوم نحضر لزراعة مئات الاشتال وحراثة الأرض وتنظيفها من الحجارة والاشواك، وفي كل يوم لنا صراع مع الجيش والمستوطنين على حد سواء". ويتابع: "أقام الجيش بوابة على مدخل الأراضي لمنعنا من دخولها، وقبل عدة أيام أحضر المستوطنون زجاجات حارقة ووضعوها في الطريق الزراعية التي نسلكها، وما أن رآها الجيش حتى أقام حاجزا وأوقفونا خلال عودتنا من الأراضي لأكثر من (4 ساعات) وحققوا معنا خلال أجواء البرد عن واضعي هذه الزجاجات". ويشير إلى أن الجيش بيانا مكتوبا في الأراضي التي نعمل بها تفيد بأن الجيش سيقدم على اعتقال كل من يأتي للعمل هنا، ولكني أؤكد لهم أنني لن اترك العمل هنا حتى لو اعتقلت أو احتجزت كل يوم بالرغم من أن عدة فرص أتيحت لي للعمل في مجالات أخرى".