17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: M75

في قصيدة لها بعد معركة حجارة السجيل أوجزت الشاعرة المبدعة إلهام أبو ظاهر أصول الحكاية بيننا وبين الاحتلال الصهيوني بدأتها بالإشارة إلى مظلومية الشعب الفلسطيني والتأكيد على أنه لكل ظالم أوان، وأنهتها بكلمات تنقش بمداد من ذهب تقول فيها: (الدولة تبنيها الإرادة، والسيادة للبارود). هذه المعادلة التي فهمتها جيداً المقاومة الفلسطينية، فجسدتها على أرض الواقع، فنتج عنها حكومة تحمي مقاومة، ومقاومة تحمي شعباً، وشعب يحمي مقاومة. وكان ما كان في الحرب الأخيرة مع الاحتلال، وهي بكل تأكيد ليست أخر حرب، فطالما هناك احتلال فلن تتوقف الحروب معه، فستبقى حتى دحر آخر صهيوني من هذه الأرض المباركة، فلا مكان لهم هنا، مهما طال احتلالهم، ومهما زادت غطرستهم، ومهما كان إجرامهم، فلا بقاء لهم في فلسطين، وعندما نقول فلسطين فهي فلسطين التي حفظناها في قلوبنا، ورسمت حدودها المقاومة بدماء شهدائها منذ أول لحظة احتلال؛ ولن تبخل المقاومة بتقديم أرواح قادتها رخيصة في سبيل الله لتحرير فلسطين من دنس يهود، فارتقى القائد تلو القائد: صلاح شحادة والعياش ومفكر المقاومة الدكتور إبراهيم المقادمة، والقائمة تطول وليس بآخرها قائد الأركان وقاهر السجان الشهيد أحمد الجعبري، والذي بدمائه أشعلها حرباً على الطغيان، فكانت حجارة السجيل، بكل ما حملته من معاني التصدي والمقاومة، وبكل ما شهدته من ابتكارات في فنون المواجهة والقتال، وبكل تأكيد كان أبرزها ذلك الصاروخ الطويل، طويل المدى وعميق الأثر. هذا الصاروخ الذي أبهر العالم أجمع، فكيف لشعب محاصر، يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، أن يقوم بتصنيع صاروخ يصل مداه إلى العمق الصهيوني في المدن المحتلة، فيصعقهم، ويقلب موازين تفكيرهم وخططهم، ويجعلهم يعيدون حساباتهم في أي مواجهة قادمة. والذي صنع صاروخاً يصل مداه إلى ٧٥ كم قادر على صنع صواريخ أخرى، وقادر في المرات القادمة على تصويب الهدف بصورة أكثر دقة وأكثر إيلاماً بإذن الله. فهذه مقاومة تستمد قوتها وقدراتها من توكلها على الله تعالى واعتمادها عليه، فتتساقط أمامها كل المؤامرات وكل محاولات الاجتثاث لأنها ثابتة ثبات الجبال، ولأنها بإيمانها بقضيتها تستسهل الصعاب، ولا تعرف المستحيل. لم يستطع المحتل اجتثاث المقاومة من هذا الشعب لأن المقاومة هي الشعب، ولن تستطيع أي جهة محلية أو عربية أو دولية حظر المقاومة لأنها أصبحت بركاناً متقداً لن تخمده أي محاولات عبثية هنا أو هناك، فهي جزء من كيان الصغير قبل الكبير، والامرأة قبل الرجل. لقد أصبحت المقاومة رمز هذا الشعب ومصدر عزته وعنوان كرامته. ولأن الشهداء يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن ثم في سبيل تحرير الوطن، فإن المقاومة تحاول أن تفيهم حقهم ولو بالجزء اليسير عما قدموه، فكان الوفاء للشهيد ابراهيم المقادمة باختيار اسمه ليرمز إلى صاروخ السجيل، وتواصل الوفاء في ذكرى استشهاده بافتتاح صرح جميل ومعبر يحمل مجسماً للصاروخ في ميدان من ميادين غزة، ليبقى رمزاً ومعلماً من معالم هذه المدينة الصابرة، وليحفر في أذهان الجميع أمرين، أحدهما أن المقاومة هي العنوان أو السيادة للبارود، وثانيهما أن غزة ومقاومتها وفية لرجالاتها وشهدائها. وهنا أوجه دعوة لكل بلديات القطاع: زينوا ميادينكم بمعالم تجسد الثوابت الفلسطينية، لترسخ في أذهان الجميع، ولتكون عنواناً لمدنكم، واتخذوا من هذا الصرح وهذا المعلم حافزاً لكم، وكل الشكر لمن فكر وصمم ونفذ هذا الصرح صرح ال M75