17.21°القدس
16.94°رام الله
16.08°الخليل
21.62°غزة
17.21° القدس
رام الله16.94°
الخليل16.08°
غزة21.62°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مضى زمن الموازنات!

تحت هذه العبارة تستطيع أن تفسر ما يحدث في دول الخليج حاليا، حيث الأمر يعزى لفقد القدرة على تحمّل المواقف المرنة التي تقبل التأويل في خضم معارك التحالفات القائمة، السعودية أول من فقد هذه القدرة على التحمل ذاهبة إلى أبعد مما توقع البعض تاركة المذهب الوهابي لاحقة بمصر التي يغلب على مذاهبها التهاون مع التصوف والدروشة. السعودية خرجت عن صمتها اليوم رافضة للموقف القطري الذي بات لا يعبّر عن تطلعات الخليج باتجاه حسم الأمور مع الجماعات الإسلامية، بحظرها وطردها واضطهادها، ووضعها على قائمة الإرهاب، وهي تستوحي بذلك ما سنه الحليف الإستراتيجي السابق لها بوش الإبن عندما قال من ليس معنا فهو ضدنا، متناسية بذلك كل المعايير الأخرى والتي تتلخص في أن معركتها التي أرادتها اليوم إنما هي مع مكونات المجتمعات لديها، تلك المكونات التي لا ينكر أحد عمقها وتأثيرها في المجتمع الخليجي. فالدول الخليجية في تفاصيلها الدقيقة قائمة على أعتاق الإسلاميين في مجالاتها المختلفة، تعليما وصحة وتجارة واقتصاد، ليعلو أصوات السائلين إلى أين تمضي بهم سياسة التعسف، ضاربة بعرض الحائط النسيج المجتمعي الذي سيتعرض للتدمير لغرض تمرير أهداف سياسية بقرارات غير مدروسة. ويتسع هذا العنوان ليشمل العديد من الدول العربية التي باتت لا تستطيع إلا أن تلحق بركب التحالفات التي غالبا ما تكون مفروضة بلي ذراعها سواء عسكريا أو إقتصاديا، كالإمارات والبحرين، المرتبطة إرتباطا وثيقا بالحماية السعودية سواء الحماية الأمنية أو الإقتصادية. هذه القرارات التي تم اتخاذها قد لا ترضي الأمريكان أنفسهم خشية من دخول المنطقة إلى آتون تجاذبات لم تكن في حسبانهم، ولا يعتبر ذلك وطنية من هذه الأطراف بقدر ما هو حرص أمريكي دائم حتى من موقفهم من الإنقلاب المرتكز إلى التذبذب ولو إعلاميا ما بين رفضه ودعمه محافظين بذلك على التوازن في إتخاذ مواقفهم على الأقل لترك إمكانية للتراجع في وقت قادم أو إن حدث طاريء. التأثر بهذا العنوان الذي بدأته السعودية يرافقها بعض توابعها من دول الخليج يبدو أنه كالعدوى، حيث وصل إلينا في فلسطين وبشكل فاجئ الجميع حيث الوضوح غير المسبوق في الصراع الدائر بين رئيس السلطة محمود عباس وبين غريمه اللدود محمد دحلان، ليصل الصراع بينهم إلى حد إتهام بعضهم بالعمالة الصريحة للصهاينة، مدركين أو غير مدركين لرواسب ذلك وانعكاساته على الوضع الفلسطيني. فيما يبدو أن الزمن بات لا يتسع للمواقف المتوازنة والمرنة، تتزايد الفرص في تكشف المزيد من المواقف الحاسمة التي توصل الصراعات بين المعسكرات والتحالفات القائمة إلى تكشف الكثير من حقائق ودفائن النوايا لتؤدي إلى زوال الأوهام التي كانت شعوبهم تعيش فيها لتبدأ مرحلة جديدة من الثورات الحقيقية باتجاه الحرية والعدالة الإجتماعية.