17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الرئيس عباس فعل كل ما هو خطأ قبل لقاء أوباما!

بدا الرئيس محمود عباس ضعيفاً، ومكشوف الظهر في لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فالرئيس فعل كل ما يمكن فعله من أخطاء قبل هذا اللقاء الذي صوره الناطقون باسم السلطة وحركة فتح بأنه لقاء حاسم، وستبحث فيه قضايا مصيرية، وأن عباس سيتعرض لضغوط هائلة لكي يقبل بخطة الإطار التي أعدها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. في الأساس فإن فكرة الاكتفاء بالعمل الدبلوماسي للحصول على الحقوق من محتل متغطرس مثل (إسرائيل)، مثلت من البداية نقطة ضعف حقيقية، عدا عن الاكتفاء بالولايات المتحدة الحليف الأقوى لـ(إسرائيل) كراعٍ وحيد للمفاوضات. وقبل كل ذلك الخلاف الحقيقي بين السلطة ومعظم الفصائل الوطنية حول اعتماد هكذا طريق في التعامل مع احتلال استيطاني إحلالي، لا يكتفي بالسيطرة العسكرية، بل في صميم فكرته طرد سكان الأرض، وإقامة مستوطنات للمهاجرين اليهود القادمين من أصقاع الأرض. أما بخصوص لقاء الرئيس الأخير مع أوباما فإن عباس ارتكب مجموعة من الأخطاء الواضحة قبل عقد اللقاء، بينما كان عليه فعل العكس، مما زاد من ضعفه أمام الأمريكان، ومن خلفهم الإسرائيليون، وزاد من أوراق الابتزاز التي يملكونها. فعباس وقبيل مغادرته إلى واشنطن أضرم النار في العلاقات التنظيمية الداخلية لحركة فتح، بعد خطابه الذي شن فيه هجوماً شرساً على النائب الفتحاوي محمد دحلان، والرجل القوي في التنظيم. هذا الأمر أحدث هزات ارتدادية، تمثلت في هجوم تيار دحلان على الرئيس عباس. وعندما خرجت المسيرات التي تعلن دعمها لعباس في الضفة الغربية، راح المشاركون ينشغلون بإحراق صور دحلان بدلاً من إطلاق شعارات ضد الاحتلال. وبذلك يكون عباس قدم ورقة ابتزاز حقيقية لـ(إسرائيل) والولايات المتحدة وحلفائهما في المنطقة، حيث يمكنهم التلويح له بورقة البديل عنه في حال رفض المقترحات الأمريكية. أما في مستوى العلاقات الوطنية ذهب عباس إلى واشنطن، ولم ينجز ملف المصالحة مع حماس، ولم يقم بأي خطوة في هذا الاتجاه، بالرغم من أن حماس اتخذت مجموعة من الخطوات لتجعل من المصالحة ممكنة. ويبدو أن الرئيس لا يمتلك الجرأة السياسية اللازمة لكي يحمل ملف المصالحة المنجزة إلى واشنطن كورقة قوة، ليظهر أن الانقسام ورقة ضعف تلتصق بالرئيس وسلطته. ولم يقتصر استخفاف عباس بالفصائل الوطنية على حركة حماس، بل شمل الغالبية العظمى من هذه الفصائل، التي ترفض السلوك السياسي المهزوز الذي يتبعه الرئيس عباس في ملف المفاوضات. فلا قيادات الفصائل الصغيرة الحليفة لعباس تعرف حقيقة ما يجري في الغرف المغلقة، ولا تلك الفصائل الفاعلة ميدانياً تعلم إلى أين يأخذ عباس القضية برمتها. وفي العلاقة مع (إسرائيل) اجتهد الرئيس عباس ومن حوله في تطمين المؤسسة الإسرائيلية بأن فشل اللقاء لن يؤثر على مستوى التنسيق الأمني بين جيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وأن السلطة ستبقى على عهدها في مقاومة أي مقاومة ضد (إسرائيل)، وأن جهودها في محاربة العنف لن تتأثر بمسار المفاوضات. وبذلك بدت (إسرائيل) أكثر اطمئناناً للوضع الأمني في الضفة، وهو ما ظهر التصريحات المتتالية لقادة جيش الاحتلال الاسرائيلي. حتى الغطاء العربي الذي كان يحاول عباس دائماً الاحتماء به، يبدو في هذه المرحلة أضعف ما يكون. فالعلاقة مع مصر تبدو متوترة بعد التلميحات المتزايدة من عباس وقادة فتح عن العلاقة بين دحلان والسيسي، مما أغضب الثاني من عباس والسلطة، ورفضه لاستقباله، أو حتى التصريح برفض مخطط كيري. أما الأردن فيبدو متوجساً من سلوك المفاوض الفلسطيني، وهو ما صرح به رئيس الوزراء الأردني بأن بلاده تخشى من أن تتفاجأ بمسار سري للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يضاف لكل ذلك تراجع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة وقطر، وفتور العلاقات مع المملكة العربية السعودية. لما سبق يبدو الرئيس عباس مكشوف الظهر، وإذا أراد فعلاً أن يقوي موقفه في العلاقة مع (إسرائيل) والأمريكان، فلن يجد أفضل من الحاضنة الشعبية له، فالمصالحة مع حماس ضرورة ملحة، بالإضافة لتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقبل ذلك يرمم وضعه التنظيمي داخل حركة فتح، وبعد ذلك يعلن عباس بأنه يطرح كل الخيارات على الطاولة، وتفعيل الأشكال المناسبة من المقاومة، عندها لن يبدو عباس بهذا الضعف أمام (إسرائيل) وأمريكا.