17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ما وراء المؤتمر

اللعب في ملعب الخصم دون الوقوع في مصيدة التسلل يحتاج لحرفية عالية، إضافة إلى دقة في التمريرات وحساب المسافات، كان ذلك واضحا في "ما وراء المؤتمر"، ليبرهن على أن أي شيء يمكن أن يعيش أزمة سوى المقاومة وعلى رأسها أصحاب المؤتمر، ليبدد أوهام الجهة الأكثر تضررا جراء أعمال المقاومة، أوهامها بأن المقاومة عند فشل أي مشروع تعيش حالة عزاء أو انتكاسة، أو جراء أي حدث يفهم منه البعض أنها وقعت به في مصيدة التسلل. الهروب من مصيدة التسلل، لا يعني بالضرورة تسجيل هدف في مرمى الخصم، لكنه حتما يربك خطوط الدفاع ويخرجها من دائرة الاستقرار إلى دائرة الاستنفار الدائم لمحاولة صد هذه الهجمات التي اصطلح أهل الكرة على تسميتها بالهجمات المرتدة، لتبقى احتمالية تسجيل هدف واردة بشكل كبير لأن ذلك يعتمد على قدرة المتجاوز للتسلل أن يراوغ الحصن الأخير، في غياب خطوط الدفاع الرئيسية التي أربكتها المصيدة. ولأن هناك حالة إجماع بأن المقاومة تعيش في حالة استنفار دائم بسبب المناورات الصهيونية المتتالية، والتهديدات التي لا ينفك قادة العدو وعلى مستويات عالية من توجيهها لغزة ومقاومتها، خرج مؤتمر اليوم ليؤكد على أن حالة الإرباك هذه متبادلة وغير متوقفة على طرف دون آخر، فحالة الاستنفار الدائم لا شك ترهق المقاومة وتؤخرها في أعمالها المستمرة لما تصفه بالإعداد، لكن هناك أيضا إرهاق لإسرائيل لأنها تجد أنها مضطرة إما للانسحاب من غلاف غزة لمسافات تؤمن عدم إمكانية وصول مقاومين لتجمعاتها السكنية، أو أن تقوم بالانكفاء على إعداد خطط دفاعية لحماية هذه التجمعات في حالة وقع هجوم فلسطيني من نفق آخر قد تكون المقاومة نجحت في حفره، ولم تسعف الحالة الجوية العدو في كشفه. إن من شأن المؤتمر أن يؤجل إمكانية وقوع أي عدوان على غزة، فالصورة التي أظهرها المؤتمر من عدم اكتراث المقاومة كثيرا جراء اكتشافه يبعث برسالة مضمونها أن العمل في هذه "الاستراتيجية" لا يتوقف على نفق واحد أو أكثر من ذلك، ليعزز ذلك من إمكانية ذهاب "إسرائيل" لإيجاد خيارات لمواجهة هذه المعضلة التي تواجها، وهذا لا يلغي احتمالات أن يعجّل اكتشاف النفق بالمواجهة، خاصة إذا أدركت "إسرائيل" أنه لا إمكانية للتغلب على هذه الأعمال، وأن حظ العوامل الجوية لن يسعف جيشها في كل مرة. مؤتمر القسام يحمل رسالة أخرى، رسالة إلى كل العرب الذين يريدون أن يتصدروا للمقاومة في غزة كعدو، بأن الهم الأكبر المنشغلة به المقاومة حاليا وكما في كل وقت هو مجابهة "إسرائيل" والإعداد لقتالها والدفاع من خلال ذلك عن الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة وجهتها معروفة وبوصلتها لم تستطع الأزمات حرفها عن طريقها الذي حدده قادتها بدمائهم.