17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مهرجان حماس.. تعظيم سلام

التنقل بين الجماهير المحتشدة والتدقيق في تفاصيلهم يفنّد القول بأن هذا التجمع مجرد حشد رقمي ليتم مقارنته بحشود سابقة أو لاحقة، ففي كل نظرة تلقيها على هذه الجماهير تنتقل بها إلى حكاية مختلفة، حكايات عميقة تشرح إما أحداث بطولة وفداء، وإما معاناة وعذابات، وكل هذا يتزين بشعار الثبات وعدم التنازل، فما بين أم شهيد تريد أن ترى أن دماء إبنها قد حققت أهدافها، وبين أم أسير تنتظر أن يخرج إبنها ليعاود السير في مسيرة الثبات على دماء الشهداء. مكونات مهرجان حماس لم تتوقف على هذه الفئة من الناس وهي تكفي، لكنك في جنباته تجد الأطباء والمهندسين والكتّاب، تجد العمال والمزارعين، تجد أصحاب الحرف، تجد الطلاب وما أرداك ما الطلاب، كلهم قد اجتمعوا في سبيل حلم واحد هو أن يكتمل بناء مجتمع يحافظ أول ما يحافظ على الإنسان، ويحمي مشروع الحرية، ويقف سدا منيعا في وجه المحاصرين والمتربصين. أقوى تصريحات مهرجان حماس كانت في اتجاهين، أولها أن هذه الجموع تحتاج وطنا ولا تحتاج كراسي وحكومات، والثاني أنهم أيضا لن يقبلوا بأن تمر تهديدات "إسرائيل" للتنفيذ دون أن تدفع الأخيرة ثمنها غاليا، وليس غريبا أن يأتي المعنى الثاني بعد الأول، فكيف يمكن التضحية لردع "إسرائيل" من مجتمع يحرص على الكراسي والحكم أكثر من حرصه على الوطن، ليفهم من التصريح الأول بأنه تمسك أكبر بالخيارات التي تضمن حماية تنفيذ التصريح الثاني، ليؤكد على أن غزة بلا سلطة ولا كراسي نهائيا أفضل من غزة بسلطة تضطهد أدوات ردع "إسرائيل" وتلاحقها بالقتل أو الإعتقال. الشباب كان عنصرا فاعلا في مهرجان حماس، ولهم أكبر تعظيم سلام، فالنشطاء الشباب استطاعوا ان يظهروا أهداف وغاية المهرجان بشكل محترف، ليتحدث كل العالم في وقت واحد عن هذا الحشد الجماهيري، والرسائل التي بثت من خلاله، فقد نشر الأستاذ خالد صافي ما يؤكد أن المهرجان أحدث أشبه ما يكون بانتفاضة على مواقع التواصل الإجتماعي باجتهاد ونشاط الشباب الغزي الفاعل، وفئة أخرى من الشباب الغزي كانت حاضرة في قوة رسائل المهرجان، هم الشباب الذين تعرفهم باطن الأرض أكثر مما يعرفهم ظهرها. ليخرج مهرجان حماس مؤكدا على الثوابت، ومرسلا برسائل قوة إلى جميع الأطراف، مؤكدا على أن غزة وإن كانت آخر معاقل الحفاظ على قضية فلسطين، فإنها ليست وحدها، وحولها جميع الأحرار في العالم، قائلين لغزة وشعبها، لكم مليون تعظيم سلام.