15.57°القدس
15.37°رام الله
14.42°الخليل
19.35°غزة
15.57° القدس
رام الله15.37°
الخليل14.42°
غزة19.35°
السبت 27 ابريل 2024
4.79جنيه إسترليني
5.4دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.1يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.79
دينار أردني5.4
جنيه مصري0.08
يورو4.1
دولار أمريكي3.83

خبر: خطوات لابد أن تسبق لقاء مشعل عباس

مهم اللقاء الذي سيجمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل برئيس حركة فتح محمود عباس والمقرر له أن يكون نهاية الشهر الجاري في القاهرة ما لم يحدث تأجيل تحدثه رياح تغيير سياسية أمريكية أوروبية إسرائيلية تهب على سلطة رام الله تضطرها للتأجيل علها تحمل هذه الرياح ما يمكن أن يشكل رافعة لموقف عباس من المفاوضات والعودة إليها لأنه يبدو أن آمال عباس بالعودة إلى المفاوضات تضاءلت إلى حد أقنعه بالتخلي عن سلام فياض مرشحه الوحيد لحكومة الوحدة الانتقالية. ولكن الأهم من اللقاء هو الإجراءات على الأرض التي تعطي المؤشرات الحقيقية للنوايا الجادة لتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية وفق ما تم التوافق عليه في الورقة التي وقعت في القاهرة والتي تنتظر منذ أكثر من ستة شهور التطبيق على ارض الواقع والتي عطلتها أوهام الأمم المتحدة والحصول على دولة عبر قرار من مجلس الأمن، وكأن الدول تمنح عبر قرارات الأمم المتحدة أو المفاوضات على تقاسم الأرض مع المحتل الغاصب. حتى اللحظة لم يتغير شيئا على ارض الواقع إلا ما تحدثت عنه وسائل الإعلام عن تخلي حركة فتح عن سلام فياض كمرشح لرئاسة الوزراء هذا التخلي الذي اعتبرته حماس خطوة إيجابية بين يدي اللقاء بين مشعل وعباس، وهي خطوة سياسية بالدرجة الأولى بحاجة إلى خطوات أكثر أهمية وهي الإفراج عن المعتقلين السياسيين والتي لابد أن يتبعها وقف كل أشكال الملاحقات الأمنية والاستدعاءات والفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي والسماح للجمعيات الخيرية والتعليمية والطبية الخاصة بالعمل الحر ورد الأموال التي صودرت من قبل السلطة خلال سنوات الانقسام. هذا الأمر ليس فقط منوط بالسلطة في الضفة الغربية بل هو مسحوب أيضا على قطاع غزة لو وجدت هناك قضايا ناتجة عن حالة الانقسام هي أيضا بحاجة إلى تسوية على غرار تسوية الأوضاع في الضفة الغربية لأن ما حدث هو خارج السياق الطبيعي المفترض أن يكون واستمراره يعتبر حالة غير مقبولة ومنافية لكل الأصول والأعراف الفلسطينية وضار بالشعب والقضية ولا يمكن أن تتحقق الوحدة الوطنية وينتهي الانقسام دون أن تسبقه هذه الإجراءات الأولية وسنبقى نراوح مكاننا ونتفاوض عبر وسائل الإعلام ومن خلال الأمنيات والأحلام والواقع يبقى مرا ويزداد ألم ويصبح الشقاق والخلاف أكثر استفحالا مما كان عليه الأمر الذي يُصعب في المستقبل إعادة التئام الجرح الذي أحدثته الخلافات وتسبب به الانقسام سيئ الصيت والسمعة. ما نتحدث به ليس شروطا ولا عقبات نضعها أمام إنهاء الانقسام؛ ولكنه متطلب أساسي لابد أن يسبق اللقاء وبدونه يبقى الشك والقلق هو سيد الموقف، وتصبح هذه اللقاءات ذات أثر سلبي تأخذ بالناس بعيدا عن التفاؤل والأمل بالوحدة وإنهاء الخلاف؛ وكأن رسالة الاجتماع عبارة عن إبرة تخدير لكنها لن يكون لها تأثير لأن الألم الناتج عن الانقسام أشد تأثيرا من إبرة التخدير التي سيحملها اللقاء أو تلك الصور والابتسامات التي ستنقلها وسائل الإعلام. هناك كلاما سمعناه حول جملة تفاهمات جرت بين فتح وحماس وهي جاهزة للتوقيع وهنا يزداد القلق أكثر، ويكون السؤال ، على ماذا تم الاتفاق في القاهرة إذن؟ ولماذا لا ينفذ على ارض الواقع قبل اللقاء؟، أو أن يكون هناك خطوات أولية تعطي مؤشرات إيجابية يلمسها المواطن المكتوي بنار الانقسام والذي ينتظر منذ سنوات أن تعود الحياة مرة أخرى إلى طبيعتها المنطقية التي يفهمها العقل والمنطق. ما لم يكون هناك إجراءات عملية على الأرض توحي بأن هناك تغيير تبقى هذه اللقاءات مجرد مضيعة للوقت لا تسمن لا تغني من جوع وقد تأتي بمردود عكسي نحن في غنى عنه لأننا بحاجة إلى وحدة موقف وإنهاء للانقسام والبناء لمرحلة جديدة تتطلبها ظروفنا وأوضاعنا وتطورات الحالة من حولنا وهذا يحتاج سرعة بناء إستراتيجية وحدوية قادرة على مواجهة المستقبل.