17.77°القدس
17.51°رام الله
16.64°الخليل
22.57°غزة
17.77° القدس
رام الله17.51°
الخليل16.64°
غزة22.57°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مدى جدية (إسرائيل) بإعادة احتلال غزة

خاضت المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي منتصف مارس الحالي مواجهة جديدة ضمن جولات متعددة، شملت إطلاق عشرات الصواريخ على غزة والمستوطنات الإسرائيلية. وكان يفترض أن تنتهي هذه الجولة مثل سابقاتها بتصريحات متبادلة بين غزة و(تل أبيب)، لكن الأخيرة رفعت سقفها هذه المرة بإطلاق تهديدات غير مسبوقة تتعلق بإمكانية إعادة احتلال قطاع غزة من جديد، لتطهيره من الترسانة العسكرية والقدرات الصاروخية التي يحتفظ بها، كما جاء في دعوة "أفيغدور ليبرمان" وزير الخارجية. لكن المخاوف زادت في غزة بعد أن زادت وتيرة هذه التصريحات المهددة، وخرجت عن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" و"موشيه يعلون" وزير الجيش، و"بيني غانتس" قائد الجيش. وبالتزامن مع هذه التهديدات، نشرت كتائب القسام شريط فيديو يظهر رصدها لزيارة وزير الجيش الإسرائيلي "يعلون"، إلى حدود غزة الشرقية، لم تحدد تاريخها بدقة، ووقوعه تحت مرمى قناصتها. فيما أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي تمرينًا عسكريًا يوم 19/3 في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، بمشاركة وحدات قتالية مختلفة، لرفع مستوى جاهزيتها القتالية. وقد تلا ذلك إعلان (إسرائيل) مساء 20/3 اكتشافها نفقًا جديدًا يربط غزة بأراضيها لتنفيذ هجمات، يتوغل مئات الأمتار، وأن بناءه كان بهدف تنفيذ هجوم مسلح، بُني على عمق 6-8 أمتار، واستخدمت في بنائه قطع كبيرة من الإسمنت، لكن كتائب القسام أعلنت أن اكتشافه يعود للأمطار، وليس إنجازًا إسرائيليًا. ثم بادرت حماس مساء 22/3 لخطوة هي الأولى من نوعها بإرسال عشرات الرسائل لهواتف خليوية إسرائيلية، تضمنت تهديدات لهم بخطفهم وتنفيذ عمليات ضدهم. لكن ردود الفعل من غزة لم تتأخر كثيرًا في الرد على التهديدات باحتلالها، وكان على رأسها إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس، الذي هدد أمام مئات الآلاف من أنصاره في مهرجان حماس وسط غزة يوم 23/3 في ذكرى اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، بأن "أي عدوان جديد على القطاع سيكلف (إسرائيل) غاليًا، لأن ما تخفيه المقاومة من إمكانيات أكبر من تقديراتها". كاتب السطور علم أن الأوساط السياسية والعسكرية في غزة تداولت جدية التهديدات باحتلال القطاع مجددًا، لأن تهديداتها تزامنت مع حراك عسكري متلاحق، سواء على الحدود مع غزة، أو في المناورات الداخلية للجيش، لأن أي هجوم متوقع سيرتبط بدعم إقليمي ودولي، كما أن غزة تفتقر للعمق الاستراتيجي لوقوعها ضمن نيران المدفعية، ومدينة محاصرة يمكن اقتحامها عسكريًا واحتلالها وتدمير القوى المدافعة عبر الضغط العسكري والاستنزاف الميداني". ووصل الأمر بقناة الجزيرة الفضائية، ذات المتابعة الفلسطينية الكثيفة، أن تضع استطلاعًا للرأي على صفحتها الرئيسة، بطرح سؤال: هل التصعيد الإسرائيلي الأخير بداية اجتياح لقطاع غزة؟. ورغم أن الشعور السائد في غزة بأن التطورات السابقة التي ذكرها هذا التحليل تعجل من قرار (إسرائيل) بمهاجمة غزة، لكن حماس في غزة قالت: إن ما وصفتها بـ"المفاجآت" التي تعدها، تجعلها تستبعد إقدام (إسرائيل) على إعادة احتلال غزة بالكامل، معتبرة التهديدات "فقاعات هوائية"، لأن الإقدام على هذه الخطوة، سيجعل (إسرائيل) تبقي مسئوليتها على القطاع، وهذا ما لا تريده في الوقت الراهن. كما أن إعادة احتلال (إسرائيل) لغزة يتطلب منها تكلفة باهظة لا تريد أن تدفعها، والأمر لا يتجاوز رسائل تدعو المقاومة للتوقف عن تصعيدها العسكري الخفي تحت الأرض عبر الأنفاق، واصفة تصريحات "نتنياهو ويعلون وليبرمان" بأنها جزء من الحرب النفسية التي يشنّونها ضد غزة. من جهته، انشغل الإعلام الفلسطيني خلال الأيام الأخيرة بتهديدات احتلال غزة، واستضاف خبراء عسكريين، لوضع تصور متوقع لطبيعة الاحتلال المفترض، خشية (إسرائيل) من تصاعد مفاجئ في حال قيام مواجهة محدودة مع حماس، وربما تحصل بتشجيع وتمويل من الدول العربية لإنهاء حكم حماس بغزة، فضلاً عن حصول اتفاق بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، يترتب عليه ضرورة إنهاء العقبة المعيقة في تطبيقه وهي حكومة حماس بغزة. على الصعيد العسكري، ولمواجهة الاجتياح المفترض، تجري الأجنحة الفلسطينية المسلحة تدريبات عسكرية يومية لصد أي هجوم محتمل، لا سيما في المناطق المسماة "المحررات" وهي المستوطنات التي انسحبت منها (إسرائيل) عام 2005، خاصة جنوب ووسط وشمال قطاع غزة