17.77°القدس
17.51°رام الله
16.64°الخليل
22.57°غزة
17.77° القدس
رام الله17.51°
الخليل16.64°
غزة22.57°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: وانتصر رجل الدولة في تركيا

نجح أردوغان، وسقطت المؤامرة. لماذا نجح الرجل؟ وهل تعرض فعلا لمؤامرة؟ وما تأثير نجاحه عربياً وإقليمياً ودولياً؟ لا أحد يمكنه إنكار حالة التآمر عليه وعلى حزبه بأبعادها:( الداخلية، والإقليمية ، والدولية) . إننا نقرأ التحالف الشاذ بين حزب الشعب التركي اليساري، وجماعة فتح الله غولن المتدينة، وهو تحالف استظهر بالإعلام، وبالقضاء، وبرجال من الشرطة والجيش. ودخلت الى تركيا ملايين كثيرة من الدولارات والمال السياسي، من أجل إنجاح هذا التحالف وإسقاط اردوغان وحزبه. دخلت الدولارات من بلاد تعادي اردوغان وحزبه، وربما اشتركت في التمويل منظمات صهيونية، و أنظمة عربية تدير سياستها الخارجية عادة من خلال المال. وقد كبدت المؤامرة الميزانية التركية في الأشهر الثلاثة الماضية خسائر تقدر ما بين (٣٠-٥٠) مليار دولار، إضافة الى انخفاض قيمة الليرة التركية، وتأثر الاستثمار في البلاد سلبا. لم تكن (إسرائيل) بعيدة عن المؤامرة ، بل جلّ المعطيات تقول إنها كانت ضالعة فيها، وكانت موجهة لها، لذا كانت (اسرائيل) الدولة الأكثر نقدا لسياسة اردوغان، والأكثر تغطية لأخبار المعارضة، وقدمت اردوغان وحزبه بطريقة سلبية، وأنه سيفقد التأييد الشعبي، لأن حكومته فشلت في الملف السوري، والمصري، والإسرائيلي، والخليجي، وقد أشار أردوغان الى أطراف التآمر بلغة دبلوماسية، قبل النجاح، وهددهم بدفع ثمن تآمرهم بعد أن فاز. كان فوز اردوغان وحزبه فوزا تاريخيا بحصوله على ٤٦٪ من الأصوات، وفوزه بالبلديات الكبرى، كأسطمبول، وأنقرة وأضنة، في ظروف داخلية صعبة جدا، بعد أن أفسدت المؤامرة المزاج العام، وأدخلت الحكماء في حيرة، وكانت تطمع أن تصنع بأردوغان وحزبه، ما صنعته بمحمد مرسي والإخوان في مصر، ولولا حصافة أردوغان وحزمه، كرجل دولة، وصاحب قرار ، يتخذ قراره بقوة وحزم لحماية الدولة في الوقت المناسب، وبلا تردد، لوصلت المؤامرة الى أهدافها. لقد ضرب اردوغان رأس الفساد بقوة، ولم يبال باستقالة بعض الوزراء، ولا باستقالة المئات من الحزب، في وقت حرج قبل الانتخابات بثلاثة أشهر، وقد تلقى نصائح بتأجيل القرار الى ما بعد الانتخابات، فرفض ، وحزم أمره، وتوكل، وضرب رأس المؤامرة، وكشف الغطاء عن المتآمرين وعن الفاسدين، وقدم نفسه، وحزبه للمجتمع قويا، نقيا، واثقا بالمستقبل، وجفف منابع التسريبات المدبلجة في تويتر، ويوتيوب. رجل الدولة قرار. نعم قرار حكيم. قرار قوي. قرار في الوقت المناسب بلا تردد. قرار يضع حماية الدولة في المقام الأول، قبل الدعوة، وقبل العلاقات، وقبل كل شيء. الدولة أولا، والمطالب الأخرى تأتي لاحقا. سيشهد التاريخ لأردوغان أنه كان رجل دولة من الطراز الأول الفريد، وأنه حمى بقراره تركيا من المؤامرة، وأنه وضع حزب العدالة والتنمية على بداية النصر الثاني، لتبدأ الجمهورية التركية الثانية أكثر ثقة بالمستقبل، وأكثر ثقة بأنها ستضع قدمين راسختين بين الدول العشر الأكثر قوة واقتصاداً وتقدما في العالم، في وقت قريب. أكتفي بهذا لضيق المساحة، على أمل أن نعود للحديث في الأسئلة الأخرى، ورسائل النصر التاريخي وتأثيراته.