18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: أردوغان وانعكاس الحالة فلسطينيا

من حق حركة حماس وأنصارها الفرحة بفوز أحد الداعمين الرئيسيين لحقوق الشعب الفلسطيني، وإن ألوم في الوقت نفسه المبالغة في طريقة التعبير وشكلها المنفلت عن اللياقة الدبلوماسية الرسمية، فحماس لم تعد حركة منحصرة ببقعة غزة الضيقة وإنما هي مشروع وكيان وقوة وازنة، وعليها ضبط انفعالاتها وتنظيمها إن كانت فرحة أو ما دون ذلك. هناك عدد من الأسباب يدفعنا للاستبشار بنتيجة الانتخابات التركية الجديدة، أُولاها الإحساس المسبق بخطورة الموقف وما تعرض له السيد أردوغان من حرب داخلية هددت موقعه بشكل حقيقي، وقد راهن جميع خصومه على لعبة التسريبات والتجسس القذرة، وكان التبشير بسقوطه تخرج من منابر إسرائيلية وإعلامية مصرية وخليجية، فهذه الحرب لم تتقصد إفشال تجربة داخلية تركية، وإنما استهدفت أيضا السياسة والنفوذ الخارجي لحزب العدالة والتنمية. فتركيا اليوم هي بؤرة المركز لدعم المظلومين من العرب والمسلمين، وهناك قرار وتوجه تركي قوي في قضايا إقليمية معقدة وحساسة، فالمنطقة اليوم يعاد تشكيلها وصياغتها من جديد، وأُريد للإسلاميين التنحي لتستفرد الولايات المتحدة وقوى أخرى بنهش وتقاسم وتقسيم المنطقة بعيدا عن رأي وحضور الأغلبية السكانية والقوى الإسلامية. بلا أدنى شك إن تماسك أردوغان الداخلي يؤثر إيجابيا على القضية الفلسطينية وتركيبتها المعقدة، ويكفي إصراره على رفع الحصار عن قطاع غزة متحديا للإرادة الدولية وضاغطا على الاحتلال، كما أنه مؤهل للعب دور مؤثر في ملف المصالحة خصوصا أن الرجل قريب من الرئيس عباس وداعم لكثير من مواقفه السياسية، كما أنه قريب من حركة حماس ومتوافق مع صمودها وحقها في المقاومة ويبدر منه حرص صادق على القضية الفلسطينية وتعزيز مكانتها وتحقيق أهدافها. وعني أتمنى من الأطراف الفلسطينية التوجه مجتمعة نحو أنقرا لترتيب رفع الحصار وتوفير مزيدا من الدعم السياسي، بالإضافة لتبني ملف المصالحة تركيا، فالعرب فشلوا بالملفين بصورة كارثية بل شاركوا بالحصار ولعبوا دورا سيئا بتعزيز وترسيخ الانقسام. كما أن أردوغان نموذج إسلامي وسطي معتدل استطاع حل معادلة التعايش ما بين الإسلاميين والحادثة، وقدم مدرسة مستنيرة في الحكم الرشيد، معتمدا على فكر راشد الغنوشي المتقدم، وتحويله لواقع معاش فيه يمزج بين الحفاظ على أصالة المنهج وحرية المجتمع وتحقيق الغايات العظمى. هناك من يشكك بإسلامية التجربة الأردوغانية، وباعتقادي إن ما يقوم به أردوغان من نموذج حكم وسياسة هو الأقرب لما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو الأكثر انسجاما مع روح الرسالة الخالدة، فالإسلام كان حضارة ومنهج حياة قائم على الحرية والعدالة ورفعة الإنسان واحترام آدميته. ولهذا إن الفرحة المطلوبة بنجاح أردوغان كمنهج وحالة تكون بدارسة معمقة للنموذج والتجربة، واستخلاص العبر ومحاولة استثمارها في المشهد الفلسطيني بشكل أمثل تطبيقا ونصرة