23.33°القدس
22.86°رام الله
22.19°الخليل
26.12°غزة
23.33° القدس
رام الله22.86°
الخليل22.19°
غزة26.12°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

توفيت والدته وهو رهن الاعتقال..

خبر: أسد الله بدران ..شقيق الشهداء يتلهف للحرية

لم يكن أسد الله بشير بدران يتصور أنه لن يكون ضمن مشيعي والدته التي توفاها الله دون أن تتمكن من ضمه إلى صدرها، لقد بقي قابعاً في قيوده محروماً من مجرد السير في جنازتها، لكنه اليوم بكل الأحوال صار يتطلع لساعة الحرية التي سيكون فيها قادراً على زيارة قبرها. لم تكن تلك بدايات رحلة الاحزان في حياة بدران، فالشاب فقد شقيقيه فواز وسيف الله شهداءً على طريق الحرية فيما تمضي به الأشهر والسنوات أسيراً في سجون أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. [title]اعتقالٌ وحكمٌ جائر[/title] أصاب أسد الله بشير بدران من بلدة دير الغصون قرب طولكرم شمال الضفة الغربية ما أصاب الآلاف من أبناء الضفة الغربية المخلصين فتعرض للاعتقال والاستدعاء عدة مراتٍ لدى أجهزة السلطة. فبتاريخ 2/11/2010 تعرض أسد الله للاعتقال وللتعذيب أياماً طوالً على يد ضباط ومحققي أجهزة السلطة. وبعد مضي خمسة أشهر على اعتقاله وتحديداً في 6/3/2011 وبعد عرضه عدة مرات على محكمة عسكرية أصدرت تلك المحكمة حكماً بالسجن لمدة عام ونصف بحقه لينقل بعدها إلى سجن الجنيد في نابلس ويجتمع هناك مع ثلةٍ طيبةٍ من المعتقلين السياسيين الذين صدرت بحقهم أحكامٌ من القضاء العسكري الفلسطيني رغم كونهم مدنيين. [title]رحيل والدته[/title] ولا تزال وفاة أم عبادة تدمي قلوب المخلصين والتي قضت حزناً وكمداً وهي المجاهدة الصابرة، التي لم يهدها توديع الشهداء ولا سنوات الزيارة السبع إلى معتقلات الاحتلال من النقب إلى مجدو، ولكنها لم تتحمل حرمانها من زيارة ابنها أسد الله المختطف حين كان قابعاً في سجون الأجهزة في الضفة. وبعد حوالي شهرٍ ونصف من اعتقاله تمكن الصليب الأحمر من زيارته وأخذ إذنا لزيارة والدته.. فما الذي جرى؟ سعدت أم المجاهدين بخبر الصليب الأحمر وأعدت ما طلبه أبنها عبر الصليب من حاجيات وملابس وسارعت للزيارة، فكانت الصدمة أن رفض ضباط الوقائي إدخالها للمقر، ودخلت معهم بنقاش وهي الصابرة المحتسبة الواعية لدينها ووطنها، فصدوها وأجبروها على مغادرة المكان دون أن ترى فلذة كبدها. عادت أم عبادة إلى بلدتها دير الغصون شمال طولكرم تحبس دمعات القهر في عينيها، فقد حرمت زيارة أسد الله حتى في يوم عيد الله، وهو الذي أمضى العيد الماضي في زنازين الوقائي أيضا. وقبل أن تصل أم عبادة إلى بيتها وعلى بعد مئة متر تقريبا هوت على الأرض، ونقلت إلى المستشفى ومكثت فيه عشرة أيام وهي في غيبوبة حتى توفاها الله يوم السبت 18/12/2010 ودفنت في البلدة بحضور المئات من أهالي البلدة وقادة الحركة الإسلامية وأنصارها، ورحلت أم عبادة ولحقت بالشهداء. ورغم تدخل بعض الشخصيات من الفصائل والوجهاء لمحاولة الإفراج عن أسد الله لزيارة والدته في المستشفى قبل وفاتها إلا أن سجانيه رفضوا ذلك ومنعوه حتى من المشاركة في جنازتها لاحقا. [title]وتستمر المعاناة[/title] في عيد الأضحى المبارك الأخير الذي حل في السادس من تشرين ثاني الجاري (2011) كان أسد الله بدران على موعد مع فصل جديد من معاناته المستمرة. ففي الوقت الذي كان ينتظر به أهالي المعتقلين السياسيين الإفراج عن أبنائهم ، تم منع أسد الله من زيارة ذويه وقام ضباط سجن الجنيد الذي يحتجز به بمعاقبته وتم نقله الى الزنازين وتبليغه بأنه سيتم نقله الى سجن أريحا . ليبقى أسد الله بدران في زنازين الجنيد، مع العشرات من أبناء حماس، وعيونهم ترنوا لساعة الحرية والخلاص، وليرجع أسد الله الى حضن قريته ويقرأ الفاتحة على قبر والدته التي لم يتمكن من وداعها وتقبيل يدها.